كثيرة هي العناوين التي يمكن أن تنضوي تحتها ملفات وقضايا ومواضيع مهمة ميزت مسيرة عمل الجهات التنفيذية خلال السنوات الأخيرة إلا أن التراخي والتقصير وتقاذف المسؤوليات والبطء في المعالجة والأهم عدم إيلاء أي اهتمام لعامل الوقت واللعب عليه لشلف مهام وأعمال من إدارة لأخرى للتملص من المسؤولية والمكاشفة واستمرار سياسة التجريب المتبعة على قول البعض لعلها تصيب هذه المرة هي السمة الأبرز لعمل أغلبية الجهات العامة باختلاف اختصاصاتها.
من هنا جاءت المعالجات قاصرة ومجتزأة واستمرت منغصاتها وأثرها على الواقع الاقتصادي والاجتماعي والمعيشي للناس ومعها تعاظمت حدة انتقادات الشارع السوري خاصة خلال هذه الفترة مع تضييق الحلقة حوله بشكل غير مسبوق بعد التراجع الحاد لقدرته الشرائية وتجاهل المسؤولين لمطالبه المتكررة بضرورة الارتقاء بمعيشته ودخله.
وتزداد حالة الاستهجان والاستغراب لدى الناس عندما يعلمون جيداً أن التحديات مهما كثرت يمكن مع تسليط الضوء واتجاهات عمل وجهود الجميع نحوها بعد الاستثمار والإدارة الحكيمة والذكية للموارد القليلة والمتاحة لها في القناة الصحيحة أن تجد طريقها للحل ليصار لاحقاً لتعميم هذا العمل بعد تحقيق هدفه على قطاع آخر وهكذا ولنا أن نتخيل حجم النتائج الإيجابية التي يمكن أن تحقق في كل المجالات والقطاعات لو سارت الجهات المعنية على هذا النهج منذ سنوات والرضا العام عند الناس حتى لو كانت النتائج دون المستوى المأمول ولكن أقله يعلمون أن جهداً بذل وأهدافاً وخططاً وضعت وتنفذ ضمن الوقت المحدد ووفق الأولويات والإمكانات المتاحة.
ولعل ما تعمل عليه مختلف الجهات العامة والخاصة على حد سواء منذ فترة لتكون صورة إخراج دورة معرض دمشق الدولي الحالية بأبهى حلة وتحقق الأهداف العديدة للمعرض خير شاهد على أنه لا يوجد شيء اسمه مستحيل ولا توجد قضية أو ملف عانى ولا يزال أغلبية المواطنين من تبعاته وتأثيراته السلبية على حياته ومعيشته إلا وله حل ونهاية خاصة إذا ما اقترن بالتصميم والإرادة وتكاتف الجهود وعمل الجميع على قلب وهدف واحد دون سعي كل طرف لنسب النجاح له وحده أو لإدارته لأن الغاية المنشودة بالمحصلة هي رفع اسم بلد تعرض ولا يزال لأشرس حرب ومع ذلك استطاع النهوض والعودة للحياة.
هناء ديب
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059