ليس غريباً أن يشجع نائب الرئيس الأميركي مايك بينس إسرائيل على اعتداءاتها، ودعمها للإرهابيين في سورية، وهي الداعم الأول لتنظيماتهم وعصاباتهم، وليس غريباً أن تصنف إدارة بلاده ما يمارسه الكيان الصهيوني في خانة ما يسمى الدفاع عن النفس، لأن واشنطن هي من رسخت بنيان ذاك الكيان، وحرصت أن يبقى شوكة في حواس المنطقة، لكي تستخدمه ساعة تشاء، وتنفذ من خلاله مشاريعها التوسعية والاحتلالية.
ومع أن أميركا تتظاهر بأنها لا تريد الدخول في حرب جديدة، قد تكلف دونالد ترامب منصبه، ولاسيما أن الحرب على العراق وغزوه كلفت حزبه الجمهوري مقاعد الكونغرس عام 2006 والبيت الأبيض عام 2008، إلا أن مئات المليارات التي يحصل الرئيس الأميركي من أعراب الخليج وخزائن شعوبهم، قد تشجع على المزيد من الحروب والفتن، وخاصة أنه يتم تعويضها من أولئك أضعافاً مضاعفة، وبالتالي من الطبيعي جداً أن تدعم الولايات المتحدة توجهات بنيامين نتنياهو لإشعال حروب غير منتهية في المنطقة، دعماً للمصلحة الأميركية التي لن تنتهي أيضاً.
لم يكتف بينس بالقول إن: إسرائيل تدافع عن نفسها، بل أصرّ أن بلاده ستقف في عهد ترامب إلى جانب الصهاينة، وهو ما يؤكد ضلوع إدارته في دعم الإرهاب، لأن إسرائيل هي المعتدي، وليست في موقف الدفاع عن النفس، وهي من يهضم الحقوق ويرتكب الجرائم، ولديه مطامع توسعية واستيطانية، وأن ما يفعله الإرهابيون في سورية والعراق وغيرها من الدول العربية ناتج عن خطط صهيو أميركية تنفذ بحذافيرها.
وبالنسبة للإرهابي نتنياهو، فإن ما يقوم به سواء من دعم لمعنويات الإرهابيين المنهارة في سورية، أم هجماته المتكررة على قطاع غزة، وانتهاكه للأجواء والسيادة اللبنانية، لا يتعدى أكثر من دعاية انتخابية لكسب المزيد من الأصوات، وتعديل مزاج المستوطن الإسرائيلي الذي يواجه هلعاً نفسياً مستمراً، وترتعد فرائصه خوفاً من ردود المقاومة التي تعقب كل اعتداء صهيوني.
إسرائيل مارست إرهاباً منظّماً ضد الفلسطينيين طيلة العقود الماضية ولا تزال، في الوقت الذي تشد فيه أميركا على يدها، وتشجعها على المزيد، ولو كانت بمفردها في الميدان، لما استطاعت الوقوف أو المواجهة أياماً، لكن دعم الإدارات الأميركية المتلاحقة واللامحدود لها، يجعلها تتمادى في غطرستها واعتداءاتها تلك، وهو ما سينعكس عليها سلباً، ولن يكون ذلك بعيداً.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 29-8-2019
رقم العدد : 17059