أهوال كبيرة في مخيم الهول شرق الحسكة يعيشها النازحون هناك، سجون من القماش الأبيض المحاط بأسوار حديدية بداخله نحو ٧٠ ألف مدني يعيشون أياماً قاسية في ظل تحكم مرتزقة واشنطن الانفصالية (قسد) برقاب المدنيين. مخيم الهول الذي أنشئ على المشارف الجنوبية لبلدة الهول التي أخذ اسمه منها بإشراف المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون للاجئين عام 1991، ووفر يومها ملاذاً لأكثر من 15 ألف لاجئ من العراق بمن فيهم فلسطينيون طردوا من الكويت إبان حرب الخليج عام 1991. أعيد افتتاحه بعد الغزو الأميركي للعراق كواحد من ثلاثة مخيمات على الحدود السورية – العراقية. نازحو المخيم ، معظمهم من النساء والأطفال، كُتبت لهم النجاة من المعارك الدموية فما كان من المليشيات الانفصالية الا ان ضمت عوائل داعش والمتطرفين الى هذا المخيم ليصبح اليوم (امارة داعشية باشراف واشنطن ) .
المخيم اشبه بالسجن الكبير، نظراً إلى صعوبة الحياة فيه، ومشقة التأقلم مع الظروف القاسية داخله، وبينما قد يكون الاندماج والقبول بحياة المخيم صعباً على كثيرين، فمن المحتوم عليهم أن يمضوا فيه أمداً غير معلوم. فالتوافد إلى المخيم مستمر، وهناك سيارات تقلّ مئات النازحين إليه، ممن ينتظرون المرور على نقطة تفتيش مرتزقة واشنطن الكردية ، للسماح لهم بالدخول إلى المخيم، وهو عبور لا يعني الخلاص بل الانضمام إلى الآلاف ممن يبيتون في العراء بانتظار الحصول على خيمة.
وتحت ذات الخيام جمع الهول بين نساء فررن من إجرام داعش بنساء داعش الإرهابيات نفسهن، ما حول المخيم إلى ساحة تتصارع فيها الأفكار وتتبارز الأقوال وحتى الأيادي.
الخائنات لقب تطلقه نساء داعش الأجنبيات على من لا يؤمن بأفكار التنظيم الإرهابي داخل المخيم، حيث تفرض إرهابيات داعش على النساء الأخريات أفكارهن المتطرفة وتلزمهن بالنقاب وكل من تعارض أفكارهن يكون مصيرها الموت، فمنذ ايام أكدت مصادر إعلامية مقتل فتاة عمرها ١٤ سنة في خيمتها بمخيم الهول نتيجة قيام الداعشيات بضربها حتى الموت لأنها لم تلتزم بالنقاب وكشفت جزءاً من شعرها. وأيضاً قبل مدة حُرقت إمرأة هي وطفلها داخل خيمتهم من قبل الداعشيات بسبب معارضتها لأفكار هؤلاء النسوة اللواتي أقل ما ينعتن به بالمجرمات. وتتواصل جرائم (الداعشيات) في الهول بين الحين والآخر، حيث أقدمت (داعشية) إرهابية أذربيجانية على قتل حفيدتها التي كانت تبلغ من العمر 14 عاماً، نتيجة رفضها لارتداء النقاب. الداعشيات داخل مخيم الهول مقتنعات بأفكار التنظيم الإرهابية بالرغم من سقوط أركانه أمام أعينهن لكن بقى ركام هذا التنظيم عالقاً في قلب أذهانهن، وهنا تتراود التساؤلات عما يمكن أن ترتكبنه نساء داعش من جرائم في حال خروجهن من المخيم !..ويبدو هذا ماتخطط له واشنطن لانها لوحت لعودة داعش وقد يكون المخيم احد الخزانات التي تنتظر اميركا اطلاقها في حال اعلنت عودة التنظيم الارهابي..
والأدلة كثيرة على أن واشنطن ومرتزقتها الانفصالية «قسد» لايهمها الوضع الانساني بقدر مايهمها الاحتفاظ بافكار داعش وتعميمها على سكان المخيم، فالأوضاع الخدمية في الهول متدنية و هناك نقص واضح في الأدوية والأغذية ومياه الشرب، ترافقه إجراءات أمنية سيئة جداً في حق السكان داخل المخيم، و قد وقعت فيه وفيات بسبب الإجراءات الأمنية القاسية،حيث قتل كثير من سكانه على يد ميليشيا قسد، بالإضافة للنقص الكبير في الغذاء والطبابة. وكانت آخر ضحايا الميليشبا الانفصالية طفلة صغيرة توفيت إثر كدمات بالصدر في إحدى النقاط الطبية وذلك بعد أن تم تعذيبها من قبل عناصر الميليشيا بحسب ما ذكرته مصادر إخبارية.
ولم يمض كثيراً على وفاة طفل آخر نتيجة نقص المواد الغذائية وانعدام الرعاية الصحية داخل المخيم لينضم لقائمة طويلة من الأطفال الذين توفوا نتيجة الإهمال الطبي والصحي. الواقع المعيشي في مخيم الهول وأوضاع النازحين في غاية السوء وآلاف الأطفال يتعرضون للاستغلال وتم إجبارهم على القتال والقيام بأعمال عنف في غاية القسوة. بالاضافة لانتشار الأمراض كالطفح الجلدي المستفحل بين الأطفال بسبب تسرب مياه الصرف الصحي إلى خيام النازحين، إلا أن تفشي الأمراض هذا لم يحرك ميليشيا قسد بل منعت الأطفال والنساء من مغادرة المخيم. فمرتزقة واشنطن هي الاخرى تأخذ من المخيم ذريعة وورقة ضغط على الأطراف الدولية وتطلب مزيداً من الأموال بحجة تأمين الاحتياجات الضرورية للمخيم.
اذا هي معاناة وصلت حد القسوة، عناء يتفاقم يوماً بعد يوم في مخيم الهول ولم تلق نداءات قاطني المخيم رداً أو استجابة في ظل سياسة التضيق التي تمارسها ميلشيات الاكراد الانفصاليةضد الأهالي. ولم نشهد اي تحرك دولي اةحماسة للتحقيق بما يجري داخل هذا المخيم الذي هرب معظم سكانه من الارهاب وفوسفور واشنطن واذا بهم داخل امارة داعشية جديدة!!
زينب العيسى
التاريخ: السبت31-8-2019
رقم العدد : 17061