يبدو الفوز بغض الطرف عن تفاصيله منظومة من المكاسب وزخماً إيجابياً وباعثاً على التفاؤل والأمل وخصوصاً إن كان قادماً على جناحين مهيضين بعد سلسلة من النتائج السلبية وفقدان جزء كبير من الروح المعنوية وضياع الثقة في دروب التخبط والتذبذب.
في الاستحقاق الرسمي الدولي يظهر المعدن الحقيقي لكرتنا، وعند التحديات الحقيقية لابد لها أن ترمي بكل الظلال جانباً وتنفض عن نفسها غبار الإرهاق والإحباط وتستعيد عافيتها بسرعة كبيرة في محاولة جادة منها لإثبات وجودها وحيويتها واستمراريتها وأحقيتها في البقاء أولاً وفي المنافسة ثانياً وفي مزاحمة كبار القارة الصفراء ثالثاً، ويحق لمنتخبنا الكروي البدء في رحلة استعادة الثقة بعد استهلاله مباريات التصفيات الآسيوية المونديالية المزدوجة بفوز كبير وساحق على نظيره الفلبيني على أرضه بخماسية كافية لحصد النقاط الثلاث الأولى، وهو الأهم، ثم التزود بجرعة معنوية ضرورية للعودة به إلى واجهة الأحداث والدفع به ليكون معقد الآمال وبطل الترشيحات وحصان الرهان.
ويمكن اعتبار هذا الفوز منعطفاً في سيرورة المنتخب والصدمة التي تنعش النبض وتستبقي خيار الحياة بدون المبالغة أوالإفراط في التفاؤل إلى الحد الذي يتحول فيه إلى الغرور الذي يتبعه الاستهتار ثم الاستهانة بالمنافسين، فالمشوار نحو تجاوز هذه المرحلة من التصفيات مازال في بدايته ومحفوف بالمخاطر والتحديات، وليس مفروشاً بالورود أوممهداً، ومن الممكن تلمس بعض السلبيات والملاحظات والثغرات والعمل على تلافيها ومعالجتها تزامناً مع استثمار الربح في جسر الهوة بين منتخبنا وبين جماهيره الوفية.
مازن أبو شملة
التاريخ: الأحد 8-9-2019
الرقم: 17069