انتصارات الجيش تعمق الشرخ بين شركاء الإرهاب..أردوغان يتمسك بقشة «المنطقة الآمنة» المزعومة لحفظ ماء وجهه
لم يعد خافياً على احد ان انتصارات الجيش العربي السوري الكبيرة على كامل الجغرافيا السورية عموماً وفي ادلب خصوصاً قد خلقت واقعا جديدا على الارض، فالتركي المأزوم لايزال يعول على تحقيق وهم «المنطقة الآمنة» المزعومة، في حين ان التخوين وتبادل التهم بات سيد الموقف بين متزعمي «النصرة» نتيجة الهزائم التي مُنوا بها مؤخراً في ريفي حماة وادلب، اما ميليشيا «قسد» ونتيجة ارتفاع وتيرة الرفض الشعبي لوجود مرتزقتها في الجزيرة السورية ويقينهم بأن الاميركي قد يرميهم في اي وقت خدمة لأهدافه الاستعمارية بالتنسيق مع حليفه التركي يتجهون حالياً للمناورة مجددا حول نيتها التنسيق مع الدولة السورية.
فمع استمرار الإجراءات التركية الأميركية المفلسة لإتمام اقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة في الجزيرة السورية، تتواصل المماطلة الاميركية بهذا الخصوص، ويستمر النظام التركي المأزوم بتصعيد نبرة خطابه والتهديد بالعمليات العسكرية، حيث إن أنقرة لا تزال تتوهم بانها قادرة على اقامة ما تسمى «المنطقة الآمنة» المزعومة وتجدد تمسكها بالاتفاق مع حليفها الاميركي، وتجتمع مع العسكريين الأميركيين للتفاهم بخصوص المنطقة المزعومة، ولو على الحد الأدنى من التفاصيل، حيث زار أمس وفد عسكري أميركي مركز العمليات المشتركة في ولاية «شانلي أورفة» التركية، في إطار إجراءات تأسيس ما اسموه «المنطقة الآمنة» المزعومة.
ورأى محللون أن أنقرة، في محاولاتها للدفع نحو تنفيذ الاتفاق وفق ما تريده هي، تمارس نوعا من الابتزاز، تارة عبر التلويح بالخيار العسكري المنفرد، وأخرى عبر تهديد الأوروبيين بموجات لجوء جديدة. وكان وزير خارجية النظام التركي، مولود تشاوش أوغلو، قد زعم مؤخراً أن جهود الولايات المتحدة لإقامة «منطقة آمنة»، هي حتى الآن شكلية، متهما واشنطن بـ»المماطلة».
المساعي الاميركية التركية المفلسة هذه جاءت في ظل توترات يعيشها تنظيم «جبهة النصرة» الارهابي واستمرار الاحتجاجات ضد متزعم «جبهة النصرة» الارهابي ابو محمد الجولاني وانقلاب الارهابي السعودي عبد الله المحيسني عليه.
ففي هجوم ضد الجولاني و»النصرة « هو الأول من نوعه، هاجم متزعم منشق عن تنظيم «جبهة النصرة» الارهابية متزعم «النصرة» الارهابي أبو محمد الجولاني في فيديو كشف من خلاله فضائح التنظيم الارهابي ماليا وعسكريا وتسلم «النصرة» 100 مليون دولار من جهة مجهولة لم يسمها.
وتحدث المتزعم المنشق عن «النصرة» عن فضائح الجولاني ومتزعمي النصرة، كاشفاً أن النصرة حصلت على 100 مليون دولار منذ أول تأسيسها من جهة مجهولة، وأنها استولت على ملايين الدولارات و 1100 آلية ومستودعات كبيرة من أسلحة وأغذية وأدوية من «حركة نور الدين الزنكي» الارهابية.
وحمّل المتزعم المنشق الارهابي «الجولاني» ومتزعمي النصرة مسؤولية الخسائر الأخيرة التي منيت بها «النصرة» شمال حماة وجنوب إدلب، مبيناً أن «النصرة» تحصل على اموالها من الموارد التي تتحكم بها في مناطق سيطرتها من معابر حدودية وجمع ضرائب والسيطرة على الممتلكات العامة، واحتكار التجارات ومصادرة كثير من دخل المنظمات، والتهريب وتجارة الدخان.
وأدت الفضائح التي كشف عنها المتزعم المنشق إلى اشتداد التوتر داخل صفوف «النصرة» وحدوث حالة انقسام في صفوف التنظيم الارهابي.
حلة التأزم التي تعيشها «النصرة» حالياً لا تختلف عن حال ميليشيا «قسد» ففي ظل التصفيات والاعتقالات التي يتعرض لها بعض متزعمي قسد المدعومة أميركياً من قبل هذه القوات ذاتها وبمساندة «التحالف الدولي» بقيادة أمريكا، عاد ما يسمى «مجلس سوريا الديمقراطية» الذي يعتبر الجناح السياسي لميليشيا «قسد» للحديث عن استعدادهم لاستئناف الحوار مع الدولة السورية.
وأفادت مصادر مقربة من «قسد» أن الحديث يدور بين متزعمي «قسد» حول ضرورة التنسيق مع الدولة السورية بخصوص منطقة الجزيرة السورية، في وقت أفاد فيه مركز المصالحة الروسي بعودة أكثر من 1.6 ألف لاجئ إلى سورية، من أراضي الأردن ولبنان، خلال اليومين الماضيين.
الثورة- رصد وتحليل:
التاريخ: الجمعة 13-9-2019
الرقم: 17074