يظن العملاء بكل زمان ومكان أنهم فعلاً استمرار للقوة التي تشغلهم وتدفع بهم لمعاداة كل ما هو إنساني وتتخذهم وقوداً بكل المواجهات، بعد أن جدد المستعمر أدواته وتخلى عن المواجهات المباشرة، وكيف لايفعل ذلك، ما دام ثمة أجراء يقومون بذلك، يعتقد هؤلاء المأجورون أنهم فعلاً اصحاب قوة ونفوذ، وأنهم باقون ومستمرون، بل يذهب الكثيرون منهم إلى حد التورم الذي لابد من معالجته واستئصاله، وإذا ما كان الصبر عليه لبعض الوقت من قبل من يمكنه الجراحة الفعلية فلا يعني هذا أن ثمة عجزا، لا، بل إنها الفرصة التي تعطى ومحاولة العلاج بكافة الوسائل قبل الجراحة التي على ما يبدو أنها آخر ما يجب أن يكون .
الحال هذه مع أدوات الإرهاب على الأرض السورية التي استطالت وتورمت، وكان لابد من اجتثاثها نهائياً، والعمل على قطع اليد التي تقدم لها أدوات الفتك والتدمير، وما النظام التركي بخارج هذه الحال، فقد حان أن يعرف أن الأرض السورية ستعود طاهرة مطهرة من رجس أدواته، وقد أعطي هذا النظام الكثير من الفرص، وحان وقت وضع الحد النهائي لهذه العربدة والمماطلة التي يظن أنها عبقرية منه، وهي ليست في القراءات السياسية والواقعية أكثر من غباء مكشوف يعرفه الجميع .
ولايختلف الأمر عن أن يكون النظام التركي ورقة استخدام يجدد مستخدمها استغلالها من خلال اللعب على أوتار أنها عبقرية ومقدرة من العثماني، وعلى مبدأ (النفخ) حتى إذا ما اكتمل المشهد فالانفجار سيكون حتمياً، والمنفوخ هو الذي يكون دوي تشظيه أبعد وأكبر وحينها لاينفع أي شيء .
وبهذا الوهم أيضاً تعيث قسد دماراً وفتكاً بالمواطنين الذين كانوا الحضن لمن أتاهم ولاذ بهم، وقدموا له المأوى، ولكنه كما الذين تدرب على ايديهم غادر وجبان، ويذهب في مخططات عدوانه بعيداً، ولكنه وقع بشر أعماله ووصل الجدار النهائي الذي سوف يتحطم على رأسه، فالذين صبروا وانتظروا قسد طويلاً أن تعود إلى رشدها، يعرفون كيف يحطمون هذه الأدوات ويحمون أرضهم، ومن يتابع ما يجري على الأرض في الجزيرة السورية، يعرف أن فجر الخلاص بات قريباً جداً.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 17-9-2019
الرقم: 17076