جرائم «التحالف الأميركي» تتجدد في ريف دير الزور…التهدئة في الشمال جسر سوري لتأمين المدنيين.. وأردوغان على محك التنفيذ
يفرض الجيش العربي السوري كلمته سواء ضمن عملياته العسكرية او ضمن الهدن والمهل التي يقدمها الجيش حماية للمدنيين، فبعد أن علم الجميع دروساً في كيفية الاصغاء الى اصوات ومشاهد انتصاراته الواحدة تلو الاخرى، ها هو اليوم يمعن في فرض كلمته مجدداً من خلال التهدئة التي فرضها من طرف واحد.
نظام أردوغان وفي محاولة جديدة للالتفاف والمراوغة لاستغلال وقف إطلاق النار، يحاول الادعاء اليوم أنه سيفي بالتزاماته بما يخص منطقة خفض التصعيد، بحال استمر الجيش العربي السوري في المحافظة على وقف إطلاق النار على حد زعمه، على اعتبار أن أنقرة وعدت موسكو بهذا الأمر، وبتوسيع حدود «المنطقة المنزوعة السلاح»، التي رسم حدودها اتفاق «سوتشي» منتصف أيلول الماضي، مقابل استمرار التهدئة بموجب قرار وقف النار ساري المفعول منذ ٣١ الشهر المنصرم بحسب ما كشفته مصادر إعلامية.
تلك التبدلات في الموقف تحتسب لمصلحة الجيش العربي السوري اذا ما صدقت رواية انقرة، لكن معروف بأن النظام التركي لا يؤمن من جانبه فهو يقدم على اتباع سياسة الغدر واللف والدوران في التعاطي مع الشأن السوري ويحاول أن يتخذ ذرائع مختلفة لعرقلة تقدم الجيش العربي السوري نحو مناطق ارهابية في ادلب وغيرها.
وبحسب معلومات فإن تلك التغيرات جاءت نتيجة لاتفاقات قد تمت داخل اروقة آستنة مؤخراً وقد تم الاتفاق عليها بين روسيا والنظام التركي بعد أن وجهت موسكو تحذيرات عدة لاردوغان بوجوب ايقاف دعم الارهاب والعمل على محاربته ولا سيما «جبهة النصرة»، وعلى خلفية ذلك بينت معلومات من داخل التنظيمات الارهابية تفيد بأن هناك على ما يبدو بنود اتفاق جديد بشأن إدلب.
ولمنع حدوث اي سيناريو من تلك المذكورة فقد اعلنت مصادر اخبارية أمس استهداف الارهابيين محيط ممر أبو الضهور لمنع خروج المدنيين من إدلب.
ويعيش الارهابيون، متعددو الجنسيات، حالة من الرعب بعد أن أقدمت الدولة السورية على فتح معبري مورك وأبو ضهور في ريف إدلب لعبور المدنيين.
وبطبيعة الحال، توقعت الجماعات الإرهابية التي تحتل إدلب أن هذا القرار بداية لاستكمال معركة الحسم التي بدأت قبل أكثر من شهر.
وتحتجز التنظيمات الإرهابية المدنيين في ادلب وتستخدمهم دروعا بشرية وتمنعهم من الخروج عبر إطلاق النار على السيارات التي تقلهم أو من خلال التهديد والوعيد لمن يحاول التوجه إلى الممر.
في المقابل سارع الاخواني اردوغان مجدداً للوقوف على اطماع «المنطقة الامنة» بعد أن عكرت صفو تحقيقها بحسب روايته المزعومة تصرفات واشنطن غير المسؤولة.
وزعم اردوغان من جديد بأن انقرة «ستنفذ خططها» إذا لم يتم التوصل إلى نتيجة في المحادثات مع واشنطن بشأن «المنطقة الآمنة» المزعومة خلال أسبوعين.
وبتكرار ذلك التهديد التركي للاميركي بين الحين والآخر يدل على أن المساومة بين الطرفين لم تتضح تفاصيلها بعد وبأن هناك هوة عميقة بين الطرفين حول كمية الاطماع والمصالح.
الى دير الزور يواصل التحالف الاميركي ومرتزقة «قسد» التابعة له استهداف المدنيين حيث قضى مدنيان في استهداف جديد من قبل «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن لريف المحافظة الشرقي بحجة محاربة تنظيم «داعش».
في حين أفاد شهود عيان على مواقع التواصل الاجتماعي بأن الشخصين ليس لهما أي ارتباط بتنظيم «داعش» مشيرين إلى أن لهما بعض المواقف المتعارضة مع «قسد» وشاركا في بعض المظاهرات الرافضة لسياساتها تجاه العرب من غير الكرد.
علماً بأن قرى وبلدات ريفي دير الزور والحسكة تشهد حالة من السخط لدى الأهالي بسبب سياسات مرتزقة «قسد» في المنطقة في العديد من القضايا.
وقد واصلت ميليشيا «قسد» الانفصالية المدعومة من قوات الاحتلال الأميركي عمليات الاختطاف بحق المدنيين في عدد من مناطق الجزيرة السورية واقتيادهم إلى جهات مجهولة ضمن حملات ما يسمى «التجنيد الاجباري» للقتال في صفوفها.
على الصعيد السياسي يحط الاسبوع القادم في دمشق المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون، للقاء المسؤولين في دمشق والوقوف على آخر المستجدات على الساحة السورية، يأتي ذلك بعد أيام على انتهاء القمة الثلاثية التي جمعت ضامني «آستنة» في انقرة.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الجمعة 20-9-2019
رقم العدد : 17079