تتجاوز العمالة لأميركا!

 

إمعان إرهابيي «قسد» بجرائمهم ضد الأهالي في منطقة الجزيرة، يؤكد تماهييهم المطلق بالمشروع الأميركي الغربي العدواني في سورية، ويدل بما لا يدع مجالاً للشك على انصياعهم الأعمى وراء رغبة إدارة دونالد ترامب بتدمير ما تبقى من دول المنطقة، لأن ما يقدمونه من خدمات لذاك المشروع يفوق ما طلبته منهم واشنطن وأمرتهم فيه، وما كان متوقعاً تقديمه خلال السنوات المنصرمة من عمر الأزمة.
فبدءاً من عمليات الخطف التي يمارسونها وحملة الاعتقالات التي ينفذونها بحق الأهالي، وليس انتهاء بإجبار الشبان على الانخراط في صفوفهم لحملهم على استكمال الجرائم التي يرتكبونها، والممارسات الوحشية تتخذ منحى تصاعدياً يريد أولئك من ورائه تسهيل عمليات ما يسمى بالتحالف الأميركي المزعوم الذي جاء بحجة محاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، بينما الحقيقة حمايته وتطويل يديه لتنفيذ مآربه دون أي صعوبات أو عوائق.
« قسد» لا تنفذ الأوامر المطلوبة منها لخدمة أميركا فقط، بل لدعم الكيان الصهيوني الذي يرنو لجعل ليس موطئ قدم له في منطقة الجزيرة وحسب، بل تأسيس منطقة نفوذ لتكون منطلقاً لعمليات عدوانية أخرى ضد محور المقاومة الذي أرهقه وجوده وقوة ممانعته لمخططاته القذرة.
ما كان لأميركا أو لأي تنظيمات إرهابية، أو أولئك أن تقوم لهم قائمة لولا ارتهان بعض الأنظمة لذاك المشروع، وجعل أنفسهم جسوراً كي يقطع الغرب ووكلاؤه طريقهم بسهولة ويسر، ويحرقون المراحل الكبيرة والمهمة، حتى وصلوا إلى ما هم عليه الآن، واتكاء أولئك المرتهنين على خزائن شعوبهم والأموال التي كان من المفترض أن تُصرف في بلادهم على عمليات التنمية التي تخدم مصلحة مواطنيهم.
دخول الأزمة في سورية بالمراحل الأخيرة من الصراع بين الأطراف الداعمة للإرهاب والقوى المحاربة له، يفرض على عملاء أميركا ووكلائها إعادة حساباتهم، والنظر في تفاصيل ما حدث، ومحاولة التنبؤ بالمستقبل، لأنه لن يكون منفصلاً عن السنوات التي انطوت من عمر هذه الحرب الوحشية التي شُنت بشكل منظم، وطُبقت خطواتها بما يتلاءم مع الإمكانات التي وظفت لها، وخاصة أن أولئك لم يجنوا سوى الخيبة.
اليوم تشهد منطقة الجزيرة تظاهرات شعبية رافضة لممارسات» قسد»، وبالتأكيد سوف ترغم أولئك على العودة عن سلوكهم العدواني تجاه الأهالي، في وقت سوف تشكل فيه هذه التظاهرات إلى جانب العمليات العسكرية لإخراجهم من المناطق التي يتمددون فيها بدعم أميركي والتي لن تكون بعيدة، الأساس لتنظيف المنطقة من إرهابهم الحاقد والأعمى.

 

حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 26-9-2019
رقم العدد : 17084

 

آخر الأخبار
معركة الماء في حلب.. بين الأعطال والمشاريع الجديدة تأهيل طريق مدينة المعارض استعداداً للدورة ٦٢ لمعرض دمشق الدولي التوجه إلى التمكين… "أبشري حوران".. رؤية استثمارية تنموية لإعادة بناء المحافظة السيطرة على حريق شاحنة في  حسياء  الصناعية تفاصيل مراسيم المنقطعين والمستنفدين وتعليماتها بدورة تدريبية في جامعة اللاذقية الكيماوي… حين صارت الثقافة ذاكرة الدم  واشنطن في مجلس الأمن: لا استقرار في سوريا من دون عدالة ومشاركة سياسية واسعة  " التلغراف ": الهيئة الدولية المسؤولة عن مراقبة الجوع بالعالم ستعلن للمرة الأولى "المجاعة" في غزة ضبط لحوم فاسدة في حلب وتشديد الرقابة على الأسواق تنظيم سوق السكن في حلب والعمل على تخفيض الإيجارات "المجموعة العربية في الأمم المتحدة": وحدة سوريا ضمانة حقيقية لمنع زعزعة الاستقرار الإقليمي بين الهجوم والدفاع.. إنجازات "الشيباني" تتحدى حملات التشويه الإعلامي منظمة يابانية: مجزرة الغوطتين وصمة لا تزول والمحاسبة حق للضحايا مندوب تركيا في الأمم المتحدة: الاستقرار في سوريا مرهون بالحكومة المركزية والجيش الوطني الموحد بيدرسون يؤكد ضرورة احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها ورفض الانتهاكات الإسرائيلية الشيباني يبحث مع الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين تعزيز التعاون صحيفة عكاظ :"الإدارة الذاتية" فشلت كنموذج للحكم و تشكل تهديداً لوحدة واستقرار سوريا قرى جوبة برغال بالقرداحة تعاني من أزمة مياه حادة "نقل وتوزيع الكهرباء" تبحث في درعا مشروع "الكهرباء الطارئ" في سوريا في ذكرى مجزرة الكيماوي .. المحامي أحمد عبد الرحمن : المحاسبة ضرورية لتحقيق العدالة