ليس المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية غير بيدرسون هو الوحيد الذي يقول إن حل الأزمة في سورية يجب أن يكون سياسياً استناد إلى مبدأ احترام سيادتها ووحدة أراضيها وسلامتها، بل جميع المبعوثين الذين سبقوه كانوا يؤكدون الكلام ذاته.
لكن المشكلة كانت تكمن على الدوام بسياسات أميركا وأتباعها من منظومة العدوان التي تسيطر على آلية عمل المنظمة الدولية وقراراتها، ومحاولة توجيه المبعوثين الأمميين كما تشتهي رياح سفنها الاستعمارية وأطماع شركاتها الاحتكارية.
فالعبرة ليست بأقوال المبعوثين بل بأفعال المنظمة الدولية وآلية تعاطيها مع الأزمة، والتي أثبتت التجارب على مدى سنواتها الثماني الماضية أنها كانت رهينة للسياسات الأميركية وتوجيه سهم بوصلتها.
ومثل هذا الكلام ليس مصدره التنبؤات بل هو حقيقة تثبتها الوقائع والسياسات الأميركية حيال سورية، فالبيت الأبيض الذي يديره أصحاب الرؤوس الحامية من المحافظين الجدد في واشنطن لم يتبن يوماً واحداً الحل السياسي للأزمة في سورية ولم يدعم هذا التوجه قط بل كان يحاربه، ومحطات جنيف وآستنة وسوتشي شاهد على ذلك.
وهؤلاء المحافظون الجدد ليست لديهم إلا سيناريوهات الغزو والاحتلال وتوتير الميدان، والالتفاف على كل التفاهمات والاتفاقات في آستنة وغيرها، وتضليل العالم بأن سورية هي التي تنتهك الاتفاقات، وممارستهم كل الألاعيب السياسية والمراوغة واللعب على الوقت لمد عمر تنظيماتهم الإرهابية.
باختصار الحل ليس بالتصريحات المعسولة بل بالمواقف والخطوات على الأرض، ومادامت أميركا تريد الفوضى الهدامة وترفض الحل السياسي فإن كل الأقوال تبقى حبراً على ورق ليس إلا!.
أحمد حمادة
التاريخ: الأربعاء 2- 10-2019
رقم العدد : 17088