ثورة أون لاين:
فرانسوا رابليه
تستمر دار الحوار للنشر والتوزيع باصدار الجديد تأليفا وترجمة ومن الكتب المهمة التي صدرت مؤخرا عنها كتاب ألف وجه لألف عام , يقول الناشر عنه :
تقول الدراسات التاريخية عن فرانسوا رابليه، أن أهميته تعود إلى كونه، من ناحية السياسية، مؤلف أول عمل نثري كبير ومهم في اللغة الفرنسية. وهذا العمل يتألف، أساساً، من اربعة أو خمسة مجلدات تروي مغامرات شخصيات، كانت وجدت من قبله، لكنها من بعده دخلت حيز الأسطورة وصارت من الشخصيات الأساسية في الأدب والمجتمع. ومن هذه الشخصيات غارغانتوا وبانتا غرويل وبانورج. هذه الشخصيات تبدو للقارئ هزلية وذات حياة ومغامرات مضحكة، تكاد في هذا تشبه شخصيات في الأدب العربي نجدها لدى الجاحظ أو الحريري أو الهمذاني، لكنها في الواقع تخفي خلف قناع الهزل أموراً أعمق بكثير. والحال أن رابليه نفسه نبه قراءه دائماً الى هذا الأمر “إذ دعاهم الى البحث، خلف الأقنعة وخلف العبارات المضحكة وخلف المواقف التهريجية عن المعنى المخبوء للنص”. وبكلمات أخرى كتبها رابليه نفسه أن على القارئ أن “يكسر العظام ويمتص المادة النخاعية الجوهرية داخلها”
لكن ما لا بد من الإشارة إليه منذ الآن هو أن غارغانتوا وبانتا غرويل، لم يكونا شخصيتين ابتدعتهما مخيلة فرانسوا رابليه خلال النصف الأول من القرن السادس عشر، بل كانا شخصيتين شعبيتين يروي الناس مغامراتهما الغريبة شفهياً، منذ بدايات العصور الوسطى. كان ما فعله رابليه هو أنه استعار هاتين الشخصيتين وغيرهما وجعلهما في كتبه، تعبران عن أفكاره الناقدة الحادة من خلال تركيبات غرائبية كانت هي التي مهدت، من بعده، لظهور هذا النوع من الأدب في بلدان ولغات اخرى “رحلات غوليفر” لجوناثان سويفت مثلاً.
اعداد رشا سلوم