الملحق الثقافي:
صدر كتاب «المجتمع الشبكي» لمؤلفه دارن بارني عن المركز العربي للأبحاث ودراسات السياسات، ترجمة أنور الجمعاني؛ وجاء الكتاب في خمسة فصول. الفصل الأوّل بعنوان المجتمع الشبكي؛ حيث قام الكاتب بتحديد موقع أطروحة المجتمع الشبكي في علاقته بعددٍ من المقاربات والنظريات التي برزت على الساحة في العقود الأخيرة من القرن العشرين. ويعرض أيضاً تحليلاً معمّقاً لطبيعة الشكل الشبكي. ويقدّم العناصر الرئيسة لأطروحة المجتمع الشبكي، فضلاً عن تقديمه عرضاً موجزاً للكيفية التي تتفرّع بها تلك العناصر في الهويّة والاقتصاد والسياسة.
في الفصل الثاني يتحدث الكاتب عن التقانة الشبكية وعن طبيعة العلاقة بين التشكيلة الاجتماعية والتقانة عموماً، ويناقش مختلف نظريات التقانة، ثم يختتم الفصل بعرض سمات التقانة الشبكية المعاصرة التي ظهرت في السياق الراهن، بوصفها الأهمّ بين الآثار الاجتماعية للتقانة والفرص التي تتيحها. ودرس في الفصل الثالث الاقتصاد الشبكي، وتحدث باستفاضة عن العلاقة بين الرأسمالية والمجتمع الشبكي؛ مشيراً إلى أنّ المجتمع الشبكي مهما تكن طبيعته فهو مجتمع رأسمالي، موضحاً أنّه لا يمكن فصل التنظيم الاقتصادي للمجتمع الشبكي عن دينامية العولمة الاقتصادية.
جاء عنوان الفصل الرابع «السياسات الشبكية»، وفيه ناقش العلاقة بين السياسة والمجتمع الشبكي عبر ثلاث طرائق: تتمثّل الأولى في فحص الأفول المزعوم للدولة القومية بتأثير من ديناميات العولمة، بوصف الدولة القومية الوعاء الأوّل للقوة السياسية والتنظيم والتطبيق العملي في الحقبة الراهنة، وتتمثّل الثانية في التدقيق في «السياسات الجديدة» التي تقدَّم على أنّها الحالة الدائمة للأوضاع السياسية في المجتمع الشبكي. أمّا الطريقة الثالثة، فهي تقويم التوقّعات الديمقراطية للحياة السياسية في خضمّ المجتمع الشبكي.
«الهوية الشبكية» هي عنوان الفصل الخامس والأخير، وفيه تحدث المؤلف عن أثر التقانة الشبكية في هويّة كلٍّ من الفرد والجماعة، وعن نزع مادة الهويّة والجماعة من مناطقها لتأخذ في التدفّق عبر الحدود الجيوسياسية بيسرٍ متزايد، موضحاً أنّ دور الدولة القومية لم يتراجع فقط في ما يتعلق بالنشاط السياسي والاقتصادي، وإنّما كذلك في قدرتها على استيعاب الهوية والثقافة والجماعة، لنصل إلى وضعية «ما بعد القومية».
التاريخ: الثلاثاء9-10-2019
رقم العدد : 968