الملحق الثقافي:عليا عيسى:
يشطرُني انتظارُكَ
بالشَّكِّ
لمتاهات تطحن بداياتِها
أضراسُ النهايات،
فأتناثرَ غبارَ أسئلةٍ..
يصلّي الموتِ إماماً لها
في كل اقتراب
أتعلم..
شهيُّ أن أتساقطَ
بلا هويّةٍ
في برزخ لاوقتكَ!
ثمّ أمتثلُ ظلاً
كاملَ الانعكاسِ
عن عناقِكَ الكوني
كشلال فزعٍ
لا ينتهي هديرُ استغفاره
فوق ألوهة العدَم
يااا لصوتِكَ..
مرآةُ كلِّ هذا الهذيان!!
آهٍ..
كم أنا مصابةٌ
بضياع الوصول إليّ بك!
بين عجزٍ واحتمال
تتفلّتُ من وقتي
عقاربُ استفهام
محمومةٌ يعتلي يقيُنها
قاعَ الظّنون.
ثمّ بخدرِ نبيِّ طارئ
تحقنُ بوصلةَ أجوبتي
رسائلُكَ المعطّرةُ
بشمعِكَ الأحمرُ
وتنتابني وسوسات.
ليعتمرَ رزانتي اختلال
وتثملُ موازينُ
رجاحتي بغوايتك
لا تفسير الآن إلا محال..
أأجحدُ الطريقَ
إن خطت بكَ
المحطاتُ لتأجيلٍ!؟
أم يذبلُ خاطري..
كأنّةِ كسيرٍ ضرير
أغوتْ جناحي رغبتِهِ
على ترنّحِ التهاوي،
نبوءةٌ مخارزها إدمان
كيف أسلوكَ..؟
الشغفُ العتيقُ بي
يؤذّنُ لغياب نسيهُ الإيابُ؟
ينوحُ صمتي
والصدى..
يُدغِمُ إعجازاً آياتِ ورودِكَ
في لجّةِ الظمأ
فيصرخُ في قيدي مفتاحٌ
وما المفتاح..
إلا وجهك مهديُّ الامتناع
أتعلمُ..
كم نعتوني بسقوطِ
اسمي عن الأبوابِ
لم يحالفهم التقمّص..
ليذوقوا الغرقَ!
فالغرقُ إليكَ
يا قاع وحدتي
تحليق ٌ لكتفيّ إلهٍ
والفناء بك..
معراجٌ لوضوءٍ
بنبعِ الاحتدام
نبعٌ بلا ماءٍ أرهقَ
كلَّ إغداقِ التأويلات
سأهطلُ الآن
فارغةً مني لمعاليك..
أتبخّرُ لظى كأحداقِ الجمر
إن واقعها حنّاء السماء
كأطهرِ لوحةٍ عاكفةٍ
عن التجرّدِ لعشّاقِ.
تستوي في نبضي أسماؤك
موسيقى رهام
يتسوّلُ ثرايَ منه الإشراق.
علّ دمي الراعفَ تجلّداً،
يغدو أضحية جوى،
لانفراج خصيبٍ
أعياهُ احتجاب
قد قلتَ لي:
تماشجي بي أضداداً
وحذارِ..
فأرصفتي أجنّةٌ
من نصالِ الانتظار
مفازاتً..
يجهضُها لحوحٌ بإجحاف.
قدّمي الصبرَ خمرةً
لندامى السؤال
ولا تنتظري ثمالةً
الجوابُ قد أثملَ سلفاً
شفةَ السؤال.
حينها التحفت..
عباءةَ أشدِّ النسّاكِ صوماً
وتصالبت زمرة دمي بالتراب
كاظمةً عطشَ صلصال
لي خواتم الماء
في أصابعك الرمل
يا هويتي الصمّاء.
التاريخ: الثلاثاء9-10-2019
رقم العدد : 968