الملحق الثقافي:
السموأل بن عادياء من شعراء الجاهلية، وقد اشتهر بالوفاء. ولشدة وفائه أطلق العرب المثل الشهير “أوفى من السموأل”.
ولد في الحجاز في الجزيرة العربية في أواخر القرن الخامس الميلادي، كان من أهل تيماء حيث يوجد حصن له أسماه الأبلق.
اشتهر بلاميته التي بدأها بقوله:
إِذا المَرءُ لَم يُدنَس مِنَ اللُؤمِ عِرضُهُ
فَكُلُّ رِداءٍ يَرتَديهِ جَميلُ
وَإِن هُوَ لَم يَحمِل عَلى النَفسِ ضَيمَها
فَلَيسَ إِلى حُسنِ الثَناءِ سَبيلُ
تُعَيِّرُنا أَنّا قَليلٌ عَديدُنا
فَقُلتُ لَها إِنَّ الكِرامَ قَليلُ
وَما قَلَّ مَن كانَت بَقاياهُ مِثلَنا
شَبابٌ تَسامى لِلعُلى وَكُهولُ
من أهم ما اشتهر به السموأل هو قصة وفائه مع الشاعر امرؤ القيس، حيث أنّ امرؤ القيس جمع السلاح لينتقم لوالده، فأخذ بعض الأسلحة وتركها أمانةً عند السموأل. بعد موت امرؤ القيس أرسل الحارث بن شمر ملك كِندة إلى السموأل يطلب منه إعطاءه الدروع، فرفض بشكلٍ قاطعٍ وقال له إنّه لا يعيدها إلا إلى صاحبها.
بقي الحارث بن شمر يكرر الطلب ويلح عليه، ولكنّ السموأل بقي مصراً على موقفه الرافض وقال له: لا أغدر بذمتي، ولا أخون أمانتي، ولا أترك الوفاء المفروض علي.
قرر الملك أن يسير إليه جيشاً ويحاصر حصنه، وأثناء الحصار قبض الجيش على ابن السموأل وأسروه، فقرر الملك أن يستخدمه للمساومة على الأسلحة وتهديد السموأل بقتله. ورغم ذلك رفض السموأل تسليم الأسلحة للملك، وكان يرد على تهديده بقتل ولده: ما كنت أخون عهدي وأبطل وفائي، فاصنعوا ما شئتم.
انتهت القصة بقتل الملك لابن السموأل أمام والده وعودته من حيث أتى خالي الوفاض دون أن يتمكن من استعادة الأسلحة من السموأل، الذي سلم الأمانة لاحقاً إلى ورثة امرؤ القيس.
التاريخ: الثلاثاء9-10-2019
رقم العدد : 968