ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
يأتي العدوان التركي على مناطق الجزيرة السورية ليؤكد أن نظام أردوغان ماض بتحقيق أطماعه التوسعية رغم كل الهزائم والخيبات التي تلقاها في السنوات الماضية، ورغم معارضة حتى الأتراك لسياساته الفاشلة التي أدخلت تركيا في أزمات عديدة.
ورغم أن العدوان يشكل انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي وخرقاً سافراً لقرارات مجلس الأمن الدولي، التي تؤكد جميعها على احترام وحدة وسلامة وسيادة سورية، إلا أن نظام أردوغان التوسعي حاول تضليل العالم كعادته بالحديث عن المنطقة الآمنة المزعومة وحماية الأمن التركي من الإرهاب والعزف على مأساة اللاجئين وعودتهم وغيرها من الذرائع الكاذبة.
أما واشنطن فتواطأت مع نظام أردوغان ومنحته الضوء الأخضر، رغم أنها روجت أنها تعارض خطوته العدوانية، وهددت وتوعدت اقتصاده في حال تجاوز خطوطها الحمراء، وسوقت أنها بصدد الانسحاب من شمال سورية مرة ثم إعادة الانتشار مرة أخرى.
إذاً هو التضليل الأميركي المعهود الذي يثير الكثير من التساؤلات حول السياسات الأميركية حيال المنطقة برمتها والوجود العسكري على الأراضي السورية وحقيقة الأجندات الأميركية المشبوهة، والذي يتخذ من إعلانات الانسحاب ستاراً يخفي تلك الأجندات الاستعمارية، لكن تضليله سرعان ما ينكشف لأنه ما أن يعلن البيت الأبيض عن سحب قواته حتى يقول إنه سيواصل العمل مع من يسميهم الشركاء في إشارة واضحة لمتابعة المهمة من قبل الإرهابيين والأدوات والوكلاء والعملاء والتابعين.
لكن العدوان التركي والتواطؤ الأميركي ستطويهما إرادة السوريين وتصميمهم على التصدي لهما بكل الوسائل المشروعة، وتجارب التاريخ تؤكد هذه الحقيقة فهل يدرك مغزاها ترامب وأردوغان أم ستعمي الأطماع بصيرتهما؟!.