ثورة اون لاين- -معد عيسى :
تم اتخاذ أكبر عدد من القرارات لصالح القطاع الصناعي ، بدءا من الإعفاءات الضريبية مرورا بتخفيض الرسوم على المواد الأولية وليس انتهاء بالسماح للصناعيين بتوريد الآلات المستعملة ومنع استيراد المنتجات المماثلة / ولكن رغم كل ذلك لم نرى مُنتجا مميزا ولم تتحرك أرقام التصدير ولم ننجح بمنافسة المنتجات المستوردة إلا في الأسعار المرتفعة لمنتجاتنا .
يجب أن نعترف بأننا بلد غير صناعي بدليل فشلنا حتى اليوم في تصنيع إنتاجنا الزراعي ، وما تزال مُنتجاتنا الزراعية تلقى نفس المصير منذ سنوات طويلة وما نقوم بتصنيعه يكون بطرق غير منطقية ، فصناعة صابون الغار الحلبي تقوم على الزيت المُنتج في ادلب والغار المستورد من تركيا ، ومازال الساحل السوري الذي يُنتج الزيت وتغطي أشجار الغار الحراجية مساحات كبيرة منه بعيدا عن هذه الصناعة البسيطة ، والأمر ينسحب على المحاصيل الأخرى .
الم يكن بمقدور الجهات المعنية إنشاء معمل لصابون الغار في الساحل لتصنيع هذا الإنتاج ؟ الم يكن بمقدور هذه الجهات إنشاء مصنع للنباتات الطبية في تلك المناطق وهي غنية بهذه النباتات ؟ الم يكن ممكنا انساء مراكز نقاهة صحية في جبال الساحل وغاباته ؟ ألم يكن ممكنا إقامة منتجعات سياحية على غرار كثير من الدول ؟
الصناعة هي استثمار لأفكار وليست إنعاش لمعامل تقادمت مع الزمن وان نجحنا في إنعاشها فإنها ستستمر معطلة بجزء من وظائفها وستكون كلفة منتجاتها مضاعفة وغير قادرة على المنافسة .
عجلة الإنتاج لن تنطلق بهذه العقلية والتصدير والإنتاج سيبقى أرقاما تأشيرية ولن تُحدث كل القرارات الصادرة و الإجراءات المُتخذه على أهميتها أي فارق على الأرض .
معطيات الأرض تفند كل الإجراءات والقرارات وعليه لا بد من مراجعة عامة لواقع الصناعة وتطوير الأفكار وليس اجترارها كل عام وعندما تتغير العقلية تتغير المُعطيات على الأرض .