دوافع العدوان التركي

 

حتى لا يُؤخذ أحدٌ بزيف الشعارات التي تُرفع تأييداً للعدوان التركي الغاشم أو تَنديداً به، يَنبغي ألا يَغيب عن أصحاب هذه المواقف، أنه إذا كان لديهم ذرة حرص على مصداقية مُتبقية، وإذا كان لديهم أدنى مَقادير الشجاعة، فعليهم أن يُلامسوا دوافع العدوان، أو أن يُحاكموا مواقفهم السابقة من النظام التركي ودورهم المُشترك معه بتمرير الإرهابيين والسلاح والمال إلى سورية بالتعاون الذي بَقي قائماً من جهتهم معه كجزء من الحرب والعدوان والمؤامرة!.
ما دوافع العدوان التركي؟ هل هي إلا لإقامة (منطقة آمنة) مزعومة لتوطين إرهابيين لا فَرقَ بينهم وبين الدواعش؟ وهل هي إلا لتهديد أمن واستقرار سورية ووحدتها؟ وهل هي إلا لتحقيق ما عجزت عنه منظومة العدوان بالقيادة الصهيوأميركية طيلة سنوات الحرب والعدوان؟ وهل هي إلا لإحداث تغيير ديمغرافي تم إحباطه غير مرة بفضل حكمة القيادة السياسية وبطولات وتضحيات جيشنا الباسل؟.
العدوانُ التركي الحالي الذي يَستهدف مناطق واسعة في الجزيرة السورية، هو عدوان مَوصوف يجري مباشرة تحت الرعاية الأميركية، ويأتي استكمالاً للاعتداءات السابقة التي تَلونت عناوينها وحملت كل أشكال الكذب والخداع والتضليل، الأنموذج (درع الفرات) (غصن الزيتون)، و(نبع السلام) هو العدوان الذي يَكشف مُجدداً عن أهداف عثمانية قذرة، قديمة مُتجددة، فضلاًً عن أهداف قوى العدوان الأخرى التي لا تَقل قذارة، وإلا فلماذا تَستهدف قوات اللص أردوغان المُعادية وفصائل الحثالات الإرهابية التي يُزج بها، البُنى التحتية السورية من محطات للمياه والكهرباء، إضافة إلى المنشآت النفطية والاقتصادية، فضلاً عن الأحياء السكنية؟.
العدوانُ التركي الغاشم وإن قُوبل بردود فعل مُختلفة أوروبية ودولية رافضة، إلا أنه يَفضح مُكونات منظومة العدوان التي يَنطلق رفضها له من خَشيتها ابتزاز اللص أردوغان لها بالعناوين التي طرحَها وهددَ بها، وليس من مُنطلقات أخرى تَدعيها نفاقاً، وهي العواصم الغارقة والمُتورطة بدعم الإرهاب، وقد حافظت على أعلى مُستويات التنسيق معه لضمان تمرير ووصول الإرهابيين والأموال والأسلحة، ومنها الكيماوي، إلى سورية عبر الحدود والموانئ والمصارف التركية!.
لُعبة توزيع الأدوار التي تُؤديها واشنطن من جانب، سواء بتَخليها عن ذراعها الميليشياوي الانفصالي المُتبدد، أم بإعطاء اللص الضوء الأخضر للعدوان، وتلك التي تُؤديها من جانب آخر الدول الشريكة برعاية الإرهاب والحرب العدوانية، هي لُعبة مَكشوفة الغايات، لن نَدعها تَمر، وخاصة أنها تأتي بتوقيت سياسي دقيق يُراد استثماره أميركياً لتَعطيل أي مَسعى لحلول سياسية، فضلاًً عما يُراد منه كوسيلة لخلط الأوراق بالمنطقة تَعويضاً عن الفشل وبَحثاً عن مَخرج لمأزق وصول المشروع الاستهدافي الصهيوأميركي إلى نتائج صِفرية بدأت بالارتداد على حلف العدوان، من بعد الصمود السوري الأسطوري والانتصارات الناجزة التي حققتها سورية بالتعاون مع حلفائها وأصدقائها.
استَحضر دونالد ترامب التاريخ ليَطعن بأدواته ويَتخلى عنها، أم باعها رخيصاً وأعلن انحيازه للناتو .. ارتَجفت أوروبا خوفاً من أخوانية اللص أردوغان الواقف على بواباتها، أم فعلت ذلك مَسرحياً، فإنّ ذلك لا يُغيّر شيئاً من حقيقة أن إدارة العدوان الصهيوأميركية بامتداداتها الغربية الخليجية تَتَشارك مع اللص دوافع العدوان وغاياته التي ستُجهضها وتُحبطها سورية.. لن نَعدمَ الوسيلة، سنَنجح بدحر المُحتلين كما دحرَنا مئات الآلاف من مُرتزقتهم.

علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 14-10-2019
الرقم: 17097

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟