الملحق الثقافي:سلام الفاضل:
أردتُ أن أكتبَ لك وحدك
دون البشرْ
حكايتي معك
التي تشبه حكايتي
مع الخريفِ والمطرْ
التي تقارب شعوري
في يومِ قيامةِ البردِ
وانهيارِ أوراقِ الشجرْ
صرعى تحت سكةِ الوحشةِ،
والصُفرةِ، والمرضْ
وحيدةً على أديمِ أرصفةٍ
إلا من قمرٍ خجولٍ
يطالعُ ارتعادَها
يختبرُ ارتجافَها
وينظرُ من بعيدٍ
لأوراقٍ تهتزُ تحت
توالي قطراتِ المطرْ
أردتُ أن أخبرَكَ
عن دروبٍ ارتدتْ رماديَّها
عن سبلٍ تاهتْ
وعن هرةٍ شاردةْ
تكورتْ في زاويةْ
وهي تراقبُ بوجلْ
وتنتظرُ بفارغِ الصبرْ
انسحابَ غيومِ الخريفِ
لتعدو نحو مفترقْ
لتبحثَ عن لقمةٍ
تسدُ بها الرمقْ
تكسو بها فراغَ أحشائها
تسكت بها عواءَ الجوعِ، والأرقْ
قبل أن ترجعَ الغيومُ
وقبل أن يعاودَ هطولُ المطرْ
أردتُ أن أسرَّ لك نجواي
عن أخبارِ قلبي الغافية
التي تستيقظُ مع هبوطِ الضبابِ
التي تستيقظ على صوتِ
تقبيلِ الغيثِ للرابيةْ
فتنهضُ جذلى
وتبدأ الجري
لتبلغَ شفتيك
لترسمَ نجمةً على وجنتيك
وترحلَ بعدها بعيداً
نحو الرابية
لتراقبَ تراجعَ الغيثِ
لتشاهدَ انبلاجَ الصبحِ
ولتدلَّ الندى
على أخبارِ قلبي الآتية
أردتُ أن أقولَ لك
كم أنت خريفيُ الطباعِ
كم أنت خريفيُ العاداتْ
لك في الصبح ثغرٌ باسمٌ
ويكفهرُ وجهُكَ
حين يأتي المساءْ
أنت كالخريفِ في تقلبه
اليوم صحوٌ
وغداً رعدٌ، وبرقٌ
وعصفُ جنونٍ، وعويلُ أنواءْ
وأنا – يا صديقي –
ربيعيةُ الطبعِ
لا تستهويني
صفرةُ الخريفِ
وعُريُ الشجرِ
واللونُ الرماديُ
ومزاجيةُ الأجواء.
التاريخ: الثلاثاء15-10-2019
رقم العدد : 969