شهدت الآونة الأخيرة إعادة دوران عجلة القطاع الصناعي، حيث تم الإعلان عن تشغيل وعودة آلاف المنشآت الصناعية للإنتاج، وقد ذكرت التقارير أنه خلال النصف الأول من العام الجاري دخلت في محافظة السويداء 26 منشأة حرفية وصناعية حيز الإنتاج، فيما تمّ الترخيص مؤخراً لتسع منشآت صناعية جديدة مع وجود 26 منشأة قيد التنفيذ وخمس منشآت منفذة جزئياً. وخلال شهر أيار الماضي دخلت حيّز الإنتاج في محافظة درعا 11 منشأة صناعية وحرفية، وفي الفترة نفسها تم ترخيص 16 مشروعاً صناعياً، فيما تمّ ترخيص 6 مشاريع حرفيّة، وفي طرطوس تم ترخيص 11 معملاً لإنتاج الدواء والمستحضرات الطبية خلال العام الجاري.
وفي حماة تم الترخيص للكثير من المنشآت الصناعية خلال هذا العام وخلال العام الماضي شملت مختلف القطاعات الغذائية والهندسية والكيميائية والنسيجية. وتعتبر هذه المحافظة رائدةً في صناعة الزيوت النباتية ضمن المواصفات القياسية السورية والتي يصدّر جزء كبير منها إلى بلدان أخرى، وبلغ عدد المنشآت الغذائية 748 أغلبها تنتج الأجبان والألبان والزيوت النباتية والكونسروة وغيرها، فيما تصدّرت المركزين الثاني والثالث من حيث العدد المنشآت الهندسية والكيميائية، وأما في حلب فبلغ عدد المنشآت التي عادت إلى العمل /16/ ألف منشأة صناعية.
دوران عجلة هذه المنشآت لم تكن لتتحقق لولا عودة الأمن والأمان إلى ربوع بلدنا بفضل تضحيات جيشنا الباسل، إضافة للتسهيلات الممنوحة للمستثمرين والتي شكلت حافزاً قوياً لعودة الكثير من الصناعيين والحرفيين إلى منشآتهم وإعادة الانطلاق بالعمل والإنتاج، وكذلك منحهم المزيد من الإعفاءات من الفوائد والغرامات والجزاءات، وتأمين البيئة التشريعية الملائمة والإجراءات والقوانين والضوابط والتعليمات الناظمة والتي تضمن إقلاعاً جديداً للصناعة الوطنية وعودة الألق من جديد للمنتج المحلي وتأمين حاجة السوق المحلية من المنتجات والسلع ولا سيما الضرورية. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد عودة أكثر من 110 آلاف منشأة صناعية للإقلاع والعمل من جديد بحسب ما قدرته المصادر المعنية لماذا لم ينعكس ذلك بشكل إيجابي على حركة الأسعار بالأسواق حيث نشهد في كل يوم ارتفاعاً غير مبرر لأسعار السلع والمنتجات والمواد الضرورية التي لا يمكن للمواطن الاستغناء عنها، وذلك تحت حجج وذرائع مختلفة ومنها ارتفاع سعر صرف الدولار، ليبقى الدوران في متاهة ارتفاع الأسعار وتأمين متطلبات الحياة أمر يقلق ويقض مضاجع الكثير من الناس.
بسام زيود
التاريخ: الأربعاء 16-10-2019
الرقم: 17099