«خــــواتــــــم»..نســـاء هاربــات مـــن الـــوهــم

 

 

وكأن الكاتبة «دانيا الأحمر» تصيغ أبطالها على وتيرة لعبة الشطرنج يتساقطون جنديا تلو الآخر حتى» يكش» ذاك الملك، وهو لقب بطل مسلسل «الخواتم» النجم عبد المنعم عمايري، الشيطان الذي على شاكلة بشر، ضعيفٌ أمام المال، يسيل لعابه أمام غرائزه، فيرى الأنثى مخلوق ضعيف سهل المنال، فيتاجر به ويستغل وجوده لكسب المنفعة، فيحركه كدمى الخشب لكن في النهاية ستقطع تلك الخيوط، وتسقط أدواته، ويصبح في لحظة ما أداة منتهية الصلاحية عند أصحاب القرار فيختار الانتحار، رغم أن النهاية لم تكن مقنعة للمتلقي ولاسيما أن شخصية حاتم « الملك» شخصية مركبة صعبة الاقناع والانكسار، لكن كاتبة السيناريو أرادت وكما اعتدنا نحن العرب أن الخير سينتصر عاجلاً وليس آجلاً!
مسلسل واقعي إلى حد ما يسلط الضوء على حيتان المجتمع الذين يستغلون ضعف وفقر مجتمعهم ليصلوا إلى المال والنفوذ والسلطة، كلعبة البحر، السمك الصغير قوت يوم للأكبر منه، وهنا كانت المرأة هي الطعم في القصص التي صاغتها الكاتبة فتحكي لسان حال كل أنثى ضعيفة، مستباحة الجسد، مثلتها في خمس نساء متعلمات، كن قادرات على صناعة مجتمع أرقى، لكنهن يستغلن مهنهن، فتخرج المحامية عن القانون، وتتخطى موظفة المحاسبة الأرقام الخيالية فتكسب رصيداً وهمياً بمعاملات مزيفة، وتستغل الطبيبة النفسية نقاط ضعف النساء المعنفات والهاربات من مجتمعهن ليلجأن إلى جمعية تعنى بشؤون المرأة والتي ترأسها الفنانة «كاريس بشار» لكنها في الحقيقة تستغلها بأعمال منافية للأخلاق كالقتل والعلاقات المشبوهة والسرقة والاتجار بالأطفال واغتصاب النساء وتداول المخدرات وكل ما لا يمت الضمير والإنسانية بصلة.
وللخيانة الزوجية نصيب في مسلسل لا يرى إلا النصف الفارغ من كأس الحياة، فزوجة «الملك» تمثيل النجمة «مرح جبر» والتي هي أساس ثروته وجاهه وماله، يبقى في نظرها ذاك الأجير عند والدها صاحب النفوذ حتى لو أنجبت منه ولدان لم يكونا نقطة ضعفها كما كانا بالنسبة له، رغم كل الشر الملوث به، فتفكر يوماً أنها لابد أن تتساوى مع الرجل حتى في «الخيانة» لكنها تفشل في هذه المعادلة المستحيلة في مجتمع شرقي!.
اختارت الكاتبة للمرأة المستضعفة وضحايا الأعمال الانتهازية نهاية تليق بها إن صح التعبير، فتكسر المرأة التي كانت ذات يوم فتاة لقيطة أو طفلة تائهة في الطريق أو صبية منتظرة حب حياتها جدار صمتها، لتقول إنها ملك لنفسها فقط بعد أن كانت سلعة مستهجنة في يد الملك، عبدة للمال والغريزة والشهوة وورقة رابحة في يد الذكورة.
تمثيل محترف ومقنع لنجوم درامانا الذي يشد المتلقي رغم مضي خمس سنوات على انتاج مسلسل «خواتم « اخراج ناجي طعمة، تعرضه اليوم قناة «سما «الفضائية، ولا يزال يلقى نسبة متابعة لا يستهان بها، ولا ننسى شارة المسلسل تأليف وتوزيع الموسيقي رضوان نصري أداء النجم رضا التي تختصر حكايا الخواتم «حكم القدر قال الرب كلمته، ما في شيطان ولا بشر بيتعالى فوق حكمته، والفراشات ملونة ضاعت بعتم الليل، ما أخدت معنى من الحلم إلا الأسى والويل، شيطان عهيئة بشر كل البشر عارفينه، بإيده عم يزرع قسى وأصابع غدر حاملينه وبكل اصبع لبس خاتم كل الخواتم بإيده».

رنا بدري سلوم
التاريخ: الاثنين 21-10-2019
الرقم: 17103

 

 

آخر الأخبار
وزارة الثقافة تطلق احتفالية " الثقافة رسالة حياة" "لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص