بالثقة والثّبات، وَجّهت سورية غير مَرّة، الدعوة لمنظومة العدوان، للواهمين، وللمُتورمين، أن راقبوا الميدان، راقبوا حركة بواسل جيشنا البطل التي ما عرفت إلا التقدم إلى الأمام، ولكن .. بَقي ثمة واهم ومُتورم، وبَقي ثمة مُنكر مُكابر مُنفصل عن الواقع!.
في أوقات سابقة على امتداد مَراحل العدوان، وَجّهَت سورية رسائل القوة، في السياسة والميدان، لجميع المُتورطين، وقالت كلمتها النهائية، أَبلغت كل الأطراف قرارَها الوطني القاطع: أن لا مكان للإرهاب هنا، أن لا مكان لمُحتل أو غاز هنا، أن لا حياة لمشاريع التقسيم والفَدرلة هنا، ولكن .. بَقي ثمة واهم ومُتورم ومُنكر مُكابر مُنفصل عن الواقع!.
من خطوط الميدان الأمامية في ريف محافظة إدلب، يُوجه القائد الأسد الرسائل الأكثر أهمية – بالثقة الراسخة، بالثّبات والإرادة الصلبة، وبالحكمة الدائمة – بالاتجاهين السياسي والمَيداني: «إنّ حسم مَعركة إدلب هو الأساس لإنهاء الفوضى والإرهاب في كل المناطق»، «إنّ كل المناطق في سورية تَحمل الأهمية نفسها، ولكن ما يَحكم الأولويات هو الوضع العسكري على الأرض».
نَعتقد أن الرسائل السورية وَصَلَت، تَبَلّغَها الجميع، ولكن إذا كان بعض الواهمين في الداخل، وبعض المُتورمين في الجوار، فضلاً عن بَقية الأطراف الأخرى المُعادية القادمة بشرورها من البعيد، تَفتقد قُدرة الفهم، وغير مُؤهلة لتَفهم، فتلك مُشكلتها التي ينبغي عليها أن تَجد لها حلاً غير أن نَجعلها تفهم، أو أن نُجبرها على الرحيل لتَفهم لاحقاً ربما!.
دحرُ الإرهاب، تحريرُ الأرض، استعادةُ الجغرافيا الوطنية، بسطُ السيادة، عودةُ مؤسسات الدولة ومواصلةُ عمليات إعادة الإعمار وتوفير الخدمات للعائدين إلى بيوتهم ومناطقهم، هي مُفردات قرار سورية الوطني، الذي لا يَقبل المُراجعة، ولا نِقاش حوله سيُفتح يوماً مع أيّ طرف خارجي.
كل الذين قَرؤوا الخرائط قراءة خاطئة، سياسياً وقتالياً، سيَدفعون الثمن، سنَدحرهم – الأدوات، الأذرع، اللصوص، الوُكلاء، والأُصلاء – عن آخر شبر من أرضنا السورية المُقدسة، تماماً كما فَعلنا منذ القصير، في حلب ودير الزور ودرعا وحمص وسواها من مدننا وقرانا، يَقيننا أننا سنَكسب المعركة، وما انتصاراتنا الناجزة إلا السياق الطبيعي لمن يَمتلك الإرادة الوطنية التي امتلكها شعبنا، والتي يُصلّبها جيشنا الباسل في مَصانع البطولة والفداء.
تَمزيق مُخططات العدوان لم يأت من فراغ، وإنما انتُزع انتزاعاً، وكان نِتاجاً عظيماً لم يَتحقق إلا بفعل الصمود والتصدي وقبول التّحدي، وإنّ إسقاط رهانات الأعداء وتَحطيم مشاريع الاستهداف لم يكن إلا فصلاً أُسطورياً من فصول البطولة التي كتبها بواسل جيشنا، ويَستكملونها في هذه الأثناء بالاستعداد في إدلب وعلى تخومها، وبالانتشار في أرياف حلب والرقة والحسكة لمُواجهة عدوان اللص أردوغان..
المُواجهة جارية، العِبرة في الخواتيم، وإنّ من بعد الرسائل الأكثر أهمية، سيكون لنا مَوعد مع الانتصار الكبير الذي نَراه قريباً قريباً.. قريباً.
كتب علي نصر الله
التاريخ: الأربعاء 23- 10-2019
رقم العدد : 17105