(تحت سماء دمشق للفنون الشعبية وعروض الهواء الطلق) تحت هذا العنوان تطلق وزارة الثقافة مهرجانها الذي تضمن مجموعة من المعارض «الحرفية والتراثية والكتب» ومشاريع تزين جسر السيد الرئيس- نحت الأشجار بساحة المتحف الوطني- المسرح الجوال – وعروض لفرق تراثية من جميع المحافظات السورية, وعروض سينمائية ورسم مباشر بمسرح قصر العظم وحديقة تشرين ومسرح دمر الثقافي, والمدينة الجامعية, ومقهى النوفرة, وطريق الصالحية وحديقة القشلة…الخ
المهرجان من حيث المبدأ تظاهرة ثقافية مهمة ولابد من الوقوف عندها, فقد اعتدنا في الآونة الأخيرة على نوعية معينة من المهرجانات الجامدة التي تحمل طابع الرسمية سواء في شكلها العام, أوفي الأماكن التي تختارها.
اليوم مانراه مختلفاً نوعاً ما, فمايميز هذا المهرجان هو الطابع الاجتماعي والشعبي إذا صح التعبير.. الناس على مختلف شرائحهم أتوا لأغراض مختلفة, ومنهم مَن أتى ليطّلع على هذه الحالة التفاعلية بالتحديد.. فلاشك عندما ننزل إلى الشارع, وندخل المتحف, وننجز في الحديقة شيئاً ما, فبهذا نصنع مشهداً ثقافياً حقيقياً بعيداً عن البهرجات والبروظات التي اعتاد عليها الجمهور.
كنا ومازلنا نؤمن أن المضمون لأي موضوع ثقافي هو الذي يمكن أن يفرض نفسه على الجمهور, أو بتعبير أدق هو الذي يمكن أن يأخذ هذا الجمهور من نفسه, ويجعله تواقا للحضور والمتابعة والمشاركة.
من هنا نقول إن هذه النوعية من المهرجانات يجب أن تكون مستمرة ودورية, فبمثلها ننعش الحركة الثقافية التي يجب أن لاتسكن, ونحفّز الآخرين على الدخول في مهرجانات مشابهة, وهذا يزيد من معنى المشاركة التي من النادر أن نرى الآراء متفقة جميعها بالتفاصيل ذاتها أو بزوايا الرؤية عنها, وهذ ا بحد ذاته انجاز يحتاج إلى خطوات فاعلة, لا الى كلام نظري.. لتغدو الحال الثقافية أكثر غنى وحيوية وهذا مانريده جميعاً.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 23- 10-2019
رقم العدد : 17105