يذهب ترامب بعيدا في أحلام اليقظة ولا يستطيع الخروج من شرنقة العدوان والاطماع والنظر إلى العالم على انه بستان خلفي لواشنطن تتصرف به كما يحلو لها ..وهذا ليس خيالا أدبيا من أبجديات الحديث عن اطماع واشنطن بل إنها في صلب التفكير والاستراتيجية التوسعية مذ بدأت تمد نظرها إلى كل العالم وقد عبر عن ذلك أعضاء سابقون في الكونغرس الأميركي حين شكوا ضيق حدود امتداد الولايات المتحدة كما يقولون وهو ممتد من لحظة توسعها إلى كل العالم بما فيه..
ترامب ليس إلا التجسيد العملي بكل تفاصيله لهذه الأوهام فهو القادم من عالم الاستثمار وجني المال لا يهم من اين أتى وكيف ..بل كم يحصل ويجني ويصب في خزائنهم ولهذا ليس مستغربا أن يغرد ترامب كما يتوهم وكما يحلم وتزين له الأطماع الأميركية.. فطمعه بالنفط السوري ليست مفاجأة فكل الحروب التي تخوضها واشنطن هي دائما تقاس في ميزان الربح والخسارة ..واذا كانت النهايات غير جيدة تسارع إلى الانسحاب.. وبكل تأكيد في سورية بمقياس الربح تخسر الولايات المتحدة ومعها أدواتها لانهم لم يظنوا يوما انهم سوف يصلون إلى جدار الصد النهائي، ولكن يقيننا كسوريين اننا سننتصر وسنحرر كل شبر من أرضنا ولن تبقى حبة تراب إلا وستعود إلى الوطن، ومن روى ترابه بالدم يعرف كيف يصون مقدرات بلاده ويحمي ثرواته فكل ما في سورية للسوريين وليس ميراثا لترامب مهما عتت امبراطوريته، فالارض لها حراسها وصناع فجرها وكل مياديننا شواهد على ذلك.
وليغرد ترامب كما يحلو له في فيلمه الطويل الذي على ما يبدو أنه أراد له نهايات تعطيه نوعا من الثقة بالنفس واختراع النصر الذي يتحدث عنه بادعائه هزم داعش بينما الحقيقة أنه كان شريانها، ومن هزم الإرهاب هم السوريون الذين دفعوا ضريبة الدم نيابة عن العالم كله.
كتب ديب علي حسن
التاريخ: الثلاثاء 29- 10-2019
رقم العدد : 17109