في عز الحاجة!

لعل من غرائب الأمور في نظام التأمين لدينا أن يجد الموظف نفسه عند إحالته إلى التقاعد خارج مظلة التأمين الصحي؛ بعد أن أفنى عمره في خدمة المؤسسة التي يعمل بها وفي وقت هو في أمس الحاجة فيه إلى التدواي والرعاية الطبية بحكم تقدمه في السن.
ورغم أن هذه الحقيقة يدركها أرباب العمل القائمون على جهات تضم آلاف العمال والموظفين ويدركها القائمون على قطاع التأمين يستمر حال المتقاعد على ما هو عليه؛ ولا يخفى عليهم أن تشميل فئات جديدة تحت مظلة التأمين وبسعر منخفض يتناسب مع ضعف الرواتب والأجور التي يتقاضاها العمال والموظفون يخضع لـ (قانون الأعداد الكبيرة)، بمعنى أن زيادة أعداد المشملين يمكّن مؤسسة التأمين من تأسيس قاعدة تمويلية مستدامة لصندوقها تجعلها قادرة على تغطية الاحتياجات الطبية للفئات الجديدة المنضوية تحت عباءة التأمين، وهو أمر قابل للتطبيق على أرض الواقع بالنظر إلى وجود أعداد كبيرة من المتقاعدين.
لكن بعض المعنيين بشأن التأمين يبين وجود عقبة أخرى تواجه توسيع قاعدة المشملين بالرعاية الطبية لتضم فئة المتقاعدين؛ وهي ما أظهرته قاعدة البيانات الموجودة لدى المؤسسة من وجود خلل كبير لناحية استخدام كميات من الأدوية أكثر من اللازم وخصوصاً الأدوية المزمنة منها.
تجدر الإشارة هنا إلى دور بعض الأطباء في تعزيز هذا السلوك الخاطئ في المجتمع من خلال اعتماد العلاج بالأدوية ليصبح تناولها حالة مستدامة مزمنة لدى الفرد في حين يمكن الاستعاضة عنها بالحميات الغذائية أو التمارين الرياضية، بالإضافة إلى ضعف الثقافة الصحية لدى المواطنين بالمخاطر التي قد تنجم عن التناول المفرط للدواء دون وصفات طبية في أحيان كثيرة.
وهو ما يعد مسؤولية مشتركة ينبغي أن تضطلع بها وزارة الصحة مع كافة الجهات الأخرى المعنية من خلال تنظيم حملات وبرامج توعية تبين المخاطر الكبيرة الناجمة عن هذا السلوك وتحمي المجتمع من عواقبها، وصولاً إلى المجتمع الصحي الذي ننشد، وتسهم من جهة أخرى في إزاحة العراقيل التي تحول دون تشميل أعداد جديدة من المواطنين تحت مظلة التأمين في عز الحاجة إليها.

 

هنادة سمير

التاريخ: الأربعاء 6 – 11-2019
رقم العدد : 17116

 

آخر الأخبار
بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة تفقد معبر العريضة بعد تعرضه لعدوان إسرائيلي الرئيس الأسد يصدر قانوناً بإحداث جامعة “اللاهوت المسيحي والدراسات الدينية والفلسفية” مرسوم بتحديد الـ 21 من كانون الأول القادم موعداً لإجراء انتخابات تشريعية لمقعد شاغر في دائرة دمشق الرئيس الأسد يصدر قانون إحداث وزارة “التربية والتعليم” تحل بدلاً من الوزارة المحدثة عام 1944 هل ثمة وجه لاستنجاد نتنياهو بـ "دريفوس"؟ القوات الروسية تدمر معقلاً أوكرانياً في دونيتسك وتسقط 39 مسيرة الاستخبارات الروسية: الأنغلوسكسونيون يدفعون كييف للإرهاب النووي ناريشكين: قاعدة التنف تحولت إلى مصنع لإنتاج المسلحين الخاضعين للغرب الصين رداً على تهديدات ترامب: لا يوجد رابح في الحروب التجارية "ذا انترسبت": يجب محاكمة الولايات المتحدة على جرائمها أفضل عرض سريري بمؤتمر الجمعية الأمريكية للقدم السكرية في لوس أنجلوس لمستشفى دمشق الوزير المنجد: قانون التجارة الداخلية نقطة الانطلاق لتعديل بقية القوانين 7455 طناً الأقطان المستلمة  في محلجي العاصي ومحردة هطولات مطرية متفرقة في أغلب المحافظات إعادة فتح موانئ القطاع الجنوبي