في سجلات عالم الدائرية المجنونة -كرة القدم- قد يقدم فريق أداء ولفتات فنية جميلة، ولكن بالمحصلة عند الحديث عن لقاء فريق مع فريق آخر لا يتذكر الجمهور أو المهتمون بالشأن الرياضي إلا الفريق الفائز أي النتيجة.
وإذا جاز لنا إسقاط واقع كرة القدم على نتائج عمل وأداء بعض مؤسساتنا الاقتصادية والخدمية يجد الكثير من الناس صعوبة بالغة في تذكر نتيجة أو إنجاز في قطاع ما استطاعت الجهات التنفيذية السير فيه من ألفه ليائه وصولاً للهدف المنشود بتحقيق نتيجة يتلمسها المواطن وتضمن عدم عودة سلسلة الأزمات التي اعتاد عليها منذ سنوات.
نعم وهذا من باب الموضوعية يمكن لنا الحديث عن مبادرات وخطوات تم طرحها على مدى السنوات الأخيرة وفي قطاعات ومجالات استراتيجية ومهمة جلّها يرتبط بالواقع المعيشي والاقتصادي والخدمي للناس، وربما نسجل لهذه الجهات أيضاً القدرة على طرح ملفات جرى تقاذفها مع عجز واضح عن استكمال وإنهاء أي منها لذلك نرى هذا المسؤول أو ذاك يتلعثم ويشعر بالإرباك عند الطلب منه مثلاً الحديث عن خطوات معالجة وحل ملف منتجات زراعية استراتيجية كالحمضيات والتبغ والزيت والزيتون أو ترجمة عشرات وربما مئات المقترحات والأفكار للارتقاء بالعملية الإنتاجية بالقطاع الصناعي وصولاً لتقديم منتج للمستهلك السوري بجودة وسعر مناسبين وعلى صعيد التجارة الخارجية والتصدير والاستثمار وحتى بحال وسعنا عدسة الرؤية فإن واقع عمل المحافظات ووحداتها ومجالسها الإدارية بأدنى مستوياته وغيرها العديد من القضايا والملفات التي اتخمت تحليلاً ودراسة.
وبالعودة لعالم الرياضة فإن أي خطأ أو هفوة في سرعة ودقة الانطلاقة الأولى في سباق الجري التتابعي الذي يسلِّم كل لاعب فيه الراية لزميله لإكمال دوره ومهمته سيؤثر دون شك على كامل الخطوات الأخرى، فإما أن تكون النتيجة الفوز أو الخسارة وهنا تكمن مشكلة ونقطة ضعف المسؤولين لدينا، لا إيمان ولا اعتماد للعمل المؤسساتي الفعلي الذي نتحدث عنه كثيراً ولا ننفذ منه إلا القليل، يعمل وزير أو مدير عام على ملف بغاية الأهمية للاقتصاد والمواطن، يُنسف ويرمى في الأدراج بمجرد ترك المسؤول لمنصبه، لتبدأ مرحلة أخرى بمسؤولها وطاقمه الجديد، وهذا كان من أهم الأسباب وراء حالة انعدام الثقة بين الناس والمسؤولين والأهم عدم النجاح في إنهاء أزمات كثير تفاقمت لعدم تداركها منذ البداية لترتفع معها فاتورة المعالجة لأضعاف.
هناء ديب
التاريخ: الخميس 21 – 11-2019
رقم العدد : 17128