بكين تؤكد عزمها على مواصلة المحادثات مع واشنطن.. صندوق النقد: التوترات التجارية تدفع الاقتصاد العالمي نحو التباطؤ والانكماش
في خضم الحرب التجارية التي تشنها الولايات المتحدة على الصين، ودول أخرى بينها حلفاؤها، حذرت رئيسة صندوق النقد الدولي من تداعيات التوترات التجارية الحالية على الصعيد الدولي وبخاصة بين الصين والولايات المتحدة، قائلة: إن هذه التوترات يمكن أن تقلص إجمالي الناتج المحلي للعالم بنسبة 8ر0% خلال العام المقبل.
وقالت كريستالينا جورجيفا رئيسة صندوق النقد الدولي أمس في ختام مناقشات المائدة المستديرة مع رئيس وزراء الصين لي كيشيانج ورؤساء خمس منظمات دولية أخرى في بكين: إن الاقتصاد العالمي يمر الآن بحالة تباطؤ متزامن.
وأضافت جورجيفا: إن 90% من اقتصادات العالم تتباطأ خلال العام الحالي مقارنة بالعام الماضي، في حين كانت 75% من اقتصادات العالم تسجل نموا منذ عامين، أي قبل نشوب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
وأشارت رئيسة صندوق النقد الدولي إلى أنه في حين توجد عوامل عديدة وراء تباطؤ الاقتصاد العالمي حاليا فإن التوترات التجارية وحالة الغموض الناجمة عنها تعتبر من العوامل الرئيسة للتباطؤ .
وكان هنري كيسنجر وزير الخارجية الأميركي الأسبق قد اعتبر في هذا الإطار أن الولايات المتحدة والصين اقتربتا بشكل كبير جدا من حافة المواجهة، وقال: إن الدولتين تقفان عند «سفح حرب باردة».
وحذر من أنه إذا لم يتم القيام بأي شيء فإن عواقب النزاع قد تكون أسوأ من نتائج الحرب العالمية الأولى.
وقال السياسي الأميركي في كلمة خلال المنتدى الاقتصادي الجديد الذي نظمته Bloomberg Media Group: أعتقد أنه من المهم جدا، أن تتبع فترة التوتر النسبي، محاولة جادة لفهم المشكلات السياسية التي تسببت فيها والعمل من أجل حلها. ويجب على الجانبين، بذل الجهود لحلها، حتى الآن لم يفت الأوان للقيام بذلك، لأننا ما زلنا نقف عند سفح الحرب الباردة.
ويعتقد كيسنجر أن الولايات المتحدة والصين، تتفوقان في الوقت الراهن، على الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في فترة الحرب الباردة، وشدد على أن بكين وواشنطن ستحاولان في ظل الحرب التجارية بينهما، التسبب في مشاكل لبعضهما البعض في جميع أنحاء العالم.
وشدد كيسنجر على ضرورة محاولة الحد من عواقب النزاع بين الصين والولايات المتحدة.
وقال: إذا ترك هذا النزاع بدون رقابة، فقد تكون عواقبه أسوأ مما كانت عليه في أوروبا بعد الحرب، وأعرب عن أمله بأن تسمح المفاوضات التجارية بين الدولتين، ببدء الحوار السياسي بينهما.
إلى ذلك أكدت وزارة التجارة الصينية أن الولايات المتحدة والصين تعتزمان مواصلة الحفاظ على تواصل وثيق بشأن التجارة.
وقال المتحدث باسم الوزارة قاو فنغ خلال مؤتمر صحفي نقلته وكالة شينخوا إن الصين مستعدة للعمل مع الجانب الأميركي لمواجهة المخاوف الجوهرية بشكل صحيح على أساس المساواة والاحترام المتبادل وتسعى إلى التوصل لاتفاق المرحلة الأولى الذي يخدم مصالح البلدين وباقي دول العالم.
وأضاف فنغ: ليس هناك مزيد من المعلومات عن تفاصيل المشاورات المتعلقة بالاتفاق، مبينا إن الشائعة المنتشرة عن هذه المسألة ليست دقيقة.
وكانت وزارة التجارة الصينية أعلنت الشهر الجاري عن موافقة بكين وواشنطن على إلغاء التعرفات الجمركية الاضافية على مراحل دون تحديد جدول زمني لذلك بعد مفاوضات جادة وبناءة تمت حول حل مختلف المواضيع الأساسية.
وشهدت العلاقات التجارية بين الصين وأميركا مؤخرا توترا شديدا بدأ عندما افتعل الرئيس الأميركي دونالد ترامب حربا تجارية مع الصين وفرض رسوما على واردات وبضائع صينية في محاولة يائسة للضغط على بكين لتقديم تنازلات تجارية غير قانونية وهو ما ردت عليه الصين بإجراءات مماثلة ضمن حقها الطبيعي بالرد.
وكالات – الثورة:
التاريخ: الجمعة 22-11-2019
الرقم: 17129