تحولت أسواق بعض المناطق إلى «مدن أشباح» بمجرد أن وصل إلى مسامعهم قدوم «دورية تموين مركزية» أغلقوا محالهم وهربوا…؟! ليست المرة الأولى وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة… السؤال هنا: لماذا يغلق التجار محالهم…؟!
ببداهة ودون تحليل أو حتى تفكير يكون الجواب بأن هؤلاء التجار غير ملتزمين بالتسعيرة وشغوفون بالاحتكار وهواياتهم ظلم المواطن…!!
هنا تنتظر «الدورية» مدة زمنية ومن ثم تعود أدراجها ليعاود التجار فتح محالهم وممارسة هواياتهم المعتادة….!!
أما مديريات التموين في تلك المناطق فشغلها حماية التجار وأخطائهم، فالمعلوم يصلهم صباح كل يوم…؟!
المفروض من «الدوريات المركزية» عندما ترى محال التجار مغلقة أن تقوم بتنظيم ضبوط أعلى كون المعادلة واضحة وألاّ تكتفي بالروتين والعودة…
إذاً بات لزاماً أن يعدل قانون التموين وحماية المستهلك وأن تكون هناك عقوبات رادعة فعلية وموجعة لكل تاجر يحاول العبث والظلم…
ندرك أن هناك جهوداً واضحة لوزارة التموين بمحاولتها ضبط الأسواق ورقابتها، لاحظنا ذلك من خلال الضبوط المسطرة خلال الأيام الماضية وفي مختلف المحافظات والتي وصلت إلى الآلاف…!!
ندرك أيضاً أن عناصر الرقابة التموينية غير كافية… وأن هناك عجزاً واضحاً.. إذاً من البديهي أن تقوم وزارة التموين بزيادة عدد المراقبين التموينيين في كافة المحافظات لتستطيع القيام بدورها وعلى مدار الساعة لا أن تكتفي بالحملات الموسمية…!!
فزيادة الرواتب الأخيرة هي الأعلى رغم الحرب والحصار وبالتالي الواجب يحتم على كافة الجهات التعاضد والتكافل والعمل لحماية هذه الزيادة من طمع «تجار الحروب» الذين نهبوا المواطن وأضروا بالاقتصاد…!!
هنا نأتي على المواطن الذي يجب أن يكون شريكاً فعلياً مع الجهات الرقابية من أجل لجم «الظالم» وحماية مكتسب مهم منحته إياه الحكومة…
أما الإعلام المؤثر والفاعل الحقيقي فيجب أن يكون بميدان الأسواق يراقب ويلجم وهذا الدور لا يقل عن إيجابية تواجده بميدان الحرب…
شعبان أحمد
التاريخ: الأربعاء 27-11-2019
الرقم: 17132