الملحق الثقافي: هنادة الحصري:
قنديل مشكاتي يضيء
وزيت وهجي في وريدي:
يا أيها العام المطرز بالنجوم،
عباءتي منسوجة بخيوط ذاكرتي
وإبرة همسك الليلي،
يدهمني صهيل الريح،
وقت يدق أبواب الوداع،
مبشراً بلقاء وحي غامض القسمات.
ألبسه قميص زمرد،
ذهب عراه.
ولا مخافة من رماد الثلج،
في تسريحة الزمن الجديد!
فجر الضباب تسوقه
خيل المساء مع السحاب…
ويظل بدر العتم ينبض في السماء،
وفي السفوح،
وفي ثنيات العباب…
ألقاك يا مطر الدنان
كمن تلقفه الربيع متبشراً،
بأفول مركبة الغياب.
يا عام، أرسم أغنياتك بالسنابل،
ثم أسقيها،
بأطياف المطر
يا عام لست أفلسف الموت المؤجل
والمعجل والقيامة،
والغياهب
والحياة…
يكفي وداد أحبتي،
وشجاعة الصدق العظيم،
ودهشة الولع البديع،
ببسمة الطفل الوديع،
وما تناثر من تفاصيل الوجود،
وما تشيأ من تفاصيل الصفات!!
تكفي ارتعاشة بلبل لتزيح عن صدري
اجتراءات الضجر
بنزيف محبرتي
سأكتب روح فيض رغائبي،
لا أحتفي بالعالمين الآسرين،
ولست أحفل بالجحود..!!
أنشودتي قمر الحقيقة
والضياء غداً بريدي…
أمحو تضاريس النفور بعالمي..
وحروف أوطاني نشيدي!
شيخ الشتاء يلامس الأبواب
يسألني عن الدفء المشعشع
بين غابات الوجود!!
وعلى الشواطئ ترقص الأفلاك،
تبكي
تغسل الأنهار قامات الزنابق،
ينتشي المفتون.
هذا النرجس البري.
في البرك الطروبة،
ناسياً أحزانه بين السواقي،
لا احتياج له بها.
ما من مراودة افتراء،
كي يقد قميصه،
تأتيه حكمته برغبتها،
فتفتر الجهات…
يا عام ألمح فيك سيماء المحبة
تستريح بحضنها
قارورة المسك المزعفر،
والبشاشة، واحتفالات الدوالي
بانسياب النسغ
والشفق المكلل بالرضا
متفتحاً في وجه حلمي
يا عام لا أهفو الى التهويم
في جوف الفراغ
ولن أفارق أنس ظلي في النهار
ولن أهادن طيف وهم!!
هي هامتي لا تنحني
إلا للثم الورد،
أو تقوى الصلاة
كسروة تصحو وتغفو واقفه!!
تتوالد الأحلام في أغصانها،
وشرائط الأزهار،
تضفر جذعها،
وتميس جذلى راعفه…
يا دفاتر الأيام
زد وعي الفصول بخافقي،
وأنر مساء العام باللطف الجميل،
فتلك مشكاتي
تنادي ضوءها الدري،
تندهني، لأدعو للحياة،
بكل طهارة التواصل،
والتراحم، والتاّخي، والشموخ،
وهدم جائزة الحدود.
التاريخ: الثلاثاء10-12-2019
رقم العدد : 977