يعيش أغلب المواطنين هذه الفترة واقعاً صعباً جداً لم يمر عليهم بهذه الصعوبة في أي فترة من الفترات التي عاشوها خلال سنوات الحرب التي تعرضت وتتعرض لها بلدهم، ويتمثل هذا الواقع (المر) كما بات معروفاً بتراجع قيمة عملتهم الوطنية تجاه الدولار وتراجع مواردهم المالية وقوتهم الشرائية، مع ما رافق ذلك من ارتفاع جنوني لأسعار المواد الغذائية وغير الغذائية، ومن ثم تزايد حالات الفقر بينهم وتدهور أوضاعهم المعيشية بشكل كبير وأكبر من قدرة نسبة كبيرة منهم على التحمّل.. كما يتمثل بالتقنين الكهربائي، وبالانقطاعات المتكررة خارج فترات التقنين وبما انعكس سلباً على عملهم وحياتهم وإنتاجهم بشكل كبير..الخ
وهؤلاء المواطنون الذين يدركون حجم العوامل الخارجية التي ساهمت وتساهم في الوصول لهذا الواقع والتي قد تزيده سوءاً مع تنفيذ قانون (قيصر) الأميركي، يدركون في الوقت نفسه حجم العوامل الداخلية التي أدت وتؤدي لهذا الواقع، بدءاً بالتقصير والإهمال والترهل الإداري، مروراً بالخلل والفساد، وليس انتهاءً بالتخبط وسوء التقدير وغياب الرؤية وعدم الشفافية عند معظم أصحاب القرار القائمين على الجهات الحكومية المعنية بالحل والربط!.
وأمام ما تقدم يتحدثون بمرارة عن الأسرار الكامنة وراء عدم وقف التراجع السريع في سعر الليرة تجاه الدولار، وتثبيت سعر الصرف عند حد معين لا يؤدي لكوارث اجتماعية واقتصادية، ووراء ترك سعر صرف دولار الحوالات عند السعر الرسمي رغم أن ذلك أدى لتوقف الحوالات التي كانت تأتي من المغتربين لأقربائهم في الوطن الأم، ووراء الانتقال المفاجئ من وضع كهربائي جيد لا تقنين فيه بتاتاً، إلى وضع كهربائي تصل ساعات التقنين فيه إلى نصف ساعات اليوم تقريباً، كما يتحدثون باستغراب عن سر عدم محبة أصحاب القرار للشفافية وسر عدم التعامل بها مع الناس والإعلام رغم أهميتها وضرورتها لأسباب عديدة لا مجال للخوض فيها الآن.
هيثم يحيى محمد
التاريخ: الخميس 19 – 12-2019
رقم العدد : 17150