ذكرى انتصار حلب

 لم يكن الثاني والعشرين من كانون الأول ٢٠١٦ يوماً عادياً في سياق الحرب العدوانية على سورية، وسيبقى ذلك اليوم محطة مفصلية تؤرق المعتدين وتقض مضاجعهم على مدى الأيام القادمة ، فوقتها لم يستطيعوا أن يستوعبوا الدرس فقاموا فوراً بإطلاق إرهابييهم من داعش ليشنوا هجوماً على تدمر وغيرها من أراضي البادية السورية، ظناً منهم أنهم يفتون من عضد الجيش العربي السوري الباسل ويغيبون فرحة الانتصار الكبير.
لقد كانت حلب العقدة الكبرى في مخططهم العدواني، فهي إذ امتنعت أن تنساق لأوامرهم وتمشي في طريق الإرهاب ولم يرتض أهلوها الخضوع لأوهام العثماني الجديد فهي قد واجهت أبشع أشكال الحصار والتجويع والإرهاب ومحاولات التفتيت ، من قطع لمصادر المياه ومنع لدخول المواد الغذائية وقطع إمدادات الطاقة من كهرباء وغاز ومازوت وبنزين وغيرها، وما ذلك إلا عقاباً لها على موقفها الوطني الأصيل، إذ تنادى أبناء حلب الشرفاء للتطوع السريع في صفوف قوات الجيش العربي السوري الباسل مقدمين الغالي والنفيس للذود عن حرية الوطن وكرامته، في الوقت الذي كان أردوغان يرسل الأفواج تلو الأفواج من الإرهابيين والمرتزقة ليعيثوا في المدينة الدمار والخراب والتجويع ويمارسون أبشع أشكال التنكيل والسلب والسبي بحق الأهلين ممن ثبتوا في بيوتهم وأرضهم رافضين الخضوع للمعتدي الأثيم.
وهكذا فقد عاشت حلب سنوات تحت وقع المتاجرة الدولية الكاذبة بأوضاعها الإنسانية وتنفيذ مخطط شيطاني في مضمار الإعلام يهدف إلى تقديم صورة مخالفة لواقع حلب الصابرة والمحتسبة والمنتمية لوطن لا ترتضي عنه بديلاً ، وهي الآن تحتفل بجميع أبنائها شيوخاً ونساءً وشباباً وأطفالاً والذين عانوا الكثير ، لكنهم اجتمعوا بثباتهم وتمسكوا بهويتهم العربية السورية الأصيلة، فأعادوا عجلة الحياة اللائقة بهم كمدينة صناعية كبرى كانت وما زالت تمثل عصب الحياة الصناعية والاقتصادية في البلاد، فعادت المصانع للعمل بسرعة كبيرة في مناطقها الصناعية، وارتفعت وتيرة العمل في الورشات الصغيرة وانطلق رجال الأعمال والعمال والصناعيون وأصحاب المصالح الاقتصادية الصغرى في مهمة اجتماعية ووطنية تعد نموذجاً قوياً ومتفرداً لإثبات القدرة على الحياة والنجاح ورفض الإرهاب وكل من يدعمه من قوى البغي والعدوان.
واليوم إذ يحتفل السوريون، كل السوريين بالذكرى الثالثة للانتصار المفصلي، فإنهم يوكدون وقوفهم صفاً واحداً خلف قواتهم المسلحة الباسلة وقيادتهم مصممين على المضي في مواجهة الإرهاب والاحتلال ودحر مرتزقتهم على امتداد الأراضي السورية المباركة.

مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 23-12-2019
الرقم: 17152

آخر الأخبار
إصلاح محطة ضخ الصرف الصحي بمدينة الحارة صحة اللّاذقية تتفقد مخبر الصحة العامة ترامب يحذر إيران من تبعات امتلاك سلاح نووي ويطالبها بعدم المماطلة لكسب الوقت  الأونروا: إسرائيل استهدفت 400 مدرسة في غزة منذ2023 صحة طرطوس تستعد لحملة تعزيز اللقاح الروتيني عند الأطفال الأونكتاد" تدعو لاستثناء اقتصادات الدول الضعيفة والصغيرة من التعرفات الأميركية الجديدة إصلاح المنظومة القانونية.. خطوة نحو الانفتاح الدولي واستعادة الدور الريادي لسوريا التربية تباشر تأهيل 9 مدارس بحماة مركز لخدمة المواطن في سلمية الاستثمار في المزايا المطلقة لثروات سوريا.. طريق إنقاذ لا بدّ أن يسير به الاقتصاد السوري أولويات الاقتصاد.. د. إبراهيم لـ"الثورة": التقدّم بنسق والمضي بسياسة اقتصادية واضحة المعالم خبراء اقتصاديون لـ"الثورة": إعادة تصحيح العلاقة مع "النقد الدولي" ينعكس إيجاباً على الاقتصاد المحلي في ختام الزيارة.. سلام: تفتح صفحة جديدة في مسار العلاقات بين لبنان وسوريا  محافظ اللاذقية يلتقي مواطنين ويستمع إلى شكاويهم المصادقة على عدة مشاريع في حمص الأمن العام بالصنمين يضبط سيارة مخالفة ويستلم أسلحة مشاركة سوريا في مؤتمر جنيف محور نقاش مجلس غرفة الصناعة منظومة الإسعاف بالسويداء.. استجابة سريعة وجاهزية عالية صدور نتائج مقررات السنة التحضيرية في ظل غياب الحل السياسي.. إلى أين يتجه السودان؟