بعد أيام قليلة يطل علينا عام جديد، وعلى أعتابه تكثر الدعوات والأمنيات بأن يكون القادم أجمل، وأن يحمل إلينا فرجاً ونهاية لمنعكسات الأزمة التي ألمت ببلادنا وما زالت آثارها تطول كل فرد منا بشكل أو بآخر ولا يزال يتجرع مرارتها الملايين من المواطنين.
ولعل أفضل ما يمكن أن نحمله للعام الجديد؛ مواصلة الجهد والعمل في جميع المجالات وبالأخص تلك التي تسهم في إشاعة روح الإلفة والمحبة في المجتمع وتعمل على رفع المعاناة عن المواطنين الذين طالتهم آثار الأزمة بصورة مباشرة أو غير مباشرة سواء ممن فقدوا مصدر الرزق أو السند والمعيل، أو ممن لا يزالون يأنون تحت وطأة الغلاء الفاحش في الأسعار، وصعوبة الحصول على الاحتياجات الأساسية من المواد، نتيجة العقوبات الاقتصادية المفروضة على البلاد أو بسبب الجشع والفساد.
ويفرض هنا الحديث عن المبادرات المجتمعية نفسه والتي لم تقف منذ بداية الأزمة عند حدود تقديم المساعدات للأسر الفقيرة والمتضررة إنما تطلعت لتحقيق أهداف أسمى وأكبر من خلال ربط الهدف الاجتماعي بأهداف تنموية أخرى كتمكين الأسر والأفراد من الحصول على مورد اقتصادي ثابت أو تعزيز مفهوم الحفاظ على الموارد ومنعها من الهدر من خلال إعادة تدوير المواد والإفادة منها..الخ.
وكان آخرها المبادرة التي أطلقتها وزارة الأوقاف لربط القيم الدينية والأخلاقية بمكافحة الفساد تحت عنوان (الدين أخلاق – زكاتك خفض أسعارك) والتي ترمي إلى حث التجار على بيع بعض المواد بسعر التكلفة كصدقة وزكاة عن أموالهم، وذلك بهدف مواجهة ارتفاع الأسعار والحرب الاقتصادية المفروضة على سورية من خلال نشر القيم الأخلاقية التي جاءت بها الأديان.
وهنا تأتي مسؤولية كل منا في دعم تلك المبادرات، ومسؤولية الجهات المعنية كذلك في نشر الوعي بأهميتها لتصبح أهدافها ثقافة عامة لدى أبناء المجتمع بما يشجعهم على المساهمة فيها كل بحسب إمكانياته إما عن طريق التفاعل معها أو من خلال الانخراط في العمل التطوعي أو بتقديم الدعم المادي المباشر لها.. ولتكون الإلفة والمحبة والتكافل الاجتماعي والعمل هو العنوان للقادم من أيامنا، وكل عام وأنتم بخير.
هنادة سمير
التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154