معمل للعصائر

 

إنتاج الحمضيات هذا الموسم وصل إلى أكثر من مليون طن بحسب التقديرات، والسوق المحلية لا تستهلك إلا ما يقارب ثلث الإنتاج ما ترك كميات كبيرة فائضة، الأمر الذي أدى إلى انخفاض الأسعار بشكل مجحف بحق الفلاح وتلف جزء من الموسم لعدم جدوى قطافه وتسويقه.
زراعة الحمضيات من الزراعات المستقرة والحيوية، وتعمل فيها آلاف العائلات والأسر وهي مصدر رزق أساسي ومورد اقتصادي مهم لشريحة كبيرة من السوريين في معيشتهم ويجب معاملتها معاملة المحاصيل الأخرى كالقمح والقطن والتبغ وغيرها من المحاصيل كونها لا تقل أهمية عنها، وهي تتميز بجودة عالية إضافة لخلوها من الأمراض والإصابات الحشرية والأثر المتبقي للمبيدات ما يمكنها من المنافسة في الأسواق الخارجية.
رغم كل الجهود والإجراءات المتبعة للتخفيف من وقع معاناة المزارعين التي تتكرر كل عام والتقليل من حجم خسائرهم إلا أن تلك الإجراءات لم تكن بمستوى طموح مزارعي الحمضيات لعدم القدرة على تسويق كامل محاصيلهم بأسعار مجدية بما يحقق الجدوى الاقتصادية من هذه الزراعة، الأمر الذي دفع بعضهم للبحث عن بدائل وأصناف زراعية أخرى، وتخلى بعضهم الآخر عن العناية بأشجار الحمضيات لينتهي الواقع بقلع الأشجار والتفكير بمشاريع عمرانية وهذا بحد ذاته ظلم كبير بحق الأراضي الزراعية.
إن تكلفة إنتاج كيلو الحمضيات على الشجرة لا تتجاوز 35 ليرة فقط بحسب تقديرات البعض وتعتبر أقل تكلفة عالمياً، لكن التكاليف الكبيرة تذهب لأجور النقل والتوضيب والعبوات واليد العاملة بالقطاف وأجور المشاغل ورسوم الشحن والتخليص والتبريد وغيرها، بينما يصل سعر كيلو الليمون الحامض في الأسواق حالياً حوالي 450 ليرة وفي خارج الموسم يصل إلى أضعاف ذلك، كما حصل خلال شهر رمضان الماضي، والمستفيد طبعاً هو التجار والسماسرة والخاسر الوحيد هو المزارع والمستهلك.
وضع حلول لتصريف محصول الحمضيات بمختلف أنواعها يتطلب العديد من الخطوات أهمها البحث عن أسواق خارجية جديدة للتصدير، والأهم منه الإسراع بإقامة معمل عصائر طبيعي لإنهاء أزمة الحمضيات المتكررة، واستيعاب الفائض من الإنتاج وتحقيق الاستفادة التامة منه في تحقيق عائدات اقتصادية ولا سيما أن خطوة إقامة المعمل مطروحة منذ زمن طويل. فهل تتحقق أمنيات المزارعين ويبصر المشروع النور؟.
بسام زيود

التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154

 

آخر الأخبار
تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض  إدلب على خارطة السياحة مجدداً.. تاريخ عريق وطبيعة تأسر الأنظار سلل غذائية للأسر العائدة والأكثر حاجة في حلب