وأنت تتابع ما يجري على أرض سورية هذه الأيام, تصبح على يقين تام بأن هذا الشعب لا يمكن أن ينكسر يوما… فتسع سنوات من الحرب والظلام الأسود، والسوريون يستقبلون أعيادهم عشاقاً ومبدعين للحياة والفرح.
اليوم يحتفل السوريون بعيد ميلاد السيد المسيح, وقدوم رأس السنة، مزهوّين بما أنجزه جيشهم من انتصار, وفخورين بما حصدوه من صمود وإنجازات خلال سنين الحرب.
وأنت تسير في ساحات دمشق الصامدة، تشعر أن الحرب لم تعرف يوماً طريقاً إليها، وأن ما حصل هو مجرد فيلم عابر مرّ ولم يعد…فهذا الوطن المعجزة الذي تعرض لمؤامرة لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وما نابه من ظلم المتآمرين والخونة، ما زال حتى اللحظة منبعاً للنور والعطاء والإنسانية.
نعم.. مانراه في أعيننا هو فعل حضاري وإنساني صنعه السوريون وما صنعه أحد من قبل, إنها قيامة جديدة لشعب ما زال يومض حباً على الرغم من سني التعب والآلام… وانتصار عظيم لوطن نهض من رماد الحرب ليبدو أيقونة أشعلت سماء العالم بالنور والمنارة.
على اعتاب نهاية عامنا هاهم السوريون ينهضون من جديد ليعيدوا الحياة إلى ما كانت عليه، يطوفون ساحات البلاد وشوارعها ليستقبلوا أعيادهم بكل حب وسلام… وليؤكدوا أنهم صنّاع الحياة ومبدعو الكلمة الصادحة بالحق والجمال.
إنه تاريخ نصر جديد على قوى الشر، ليزهر الفرح في أرضنا… ولنؤسس لغد واعد تعززه الإرادة وسواعد المؤمنين رجال الحق رجال الجيش العربي السوري..
في كل عام وكل يوم سنواصل العطاء، فسورية التي حاولت معظم قوى العالم كسرها ظلت صامدة ومنيعة وعصية على الهزائم، كيف لا، وهي الأرض التي اغتسلت بدماء الشهداء، ومحال أن تدنس… مهما حاولت قوى الشر والظلام.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154