ركائز الإصلاح

 

لا يخفى على أحد أن القطاع العام الاقتصادي وتحديداً الصناعي يعاني مشكلات عديدة أثقلت كاهله وأضعفت من إنتاجيته حيث كان للحرب دور لا يستهان به إلا أن الجزء الأكبر كان نتيجة تراكمات لسنوات عديدة قدم خلالها طروحات عديدة وسيناريوهات واستراتيجيات بقيت تدور في نفس المكان دون التوصل لآلية واضحة وقادرة على النهوض به.
لنصل بعد كل ذلك إلى تشكيل لجنة عليا لإصلاحه لوضع تصور منطقي يراعي الظروف الحالية ويرسم الطريق لمرحلة إعادة الإعمار.
في الواقع لا يبتعد إصلاح القطاع العام الاقتصادي عن إصلاح القطاع الصناعي فالمسار واحد والرؤية يجب أن تكون هي الأخرى واحدة تقتضي إيجاد حلول عملية بعيداً عن الرؤى والنظريات التي تضعها هذه الجهة أو تلك وخاصة بعد أن ثبت أنه لا بديل عن القطاع العام لأنه أحد أسباب صمود الاقتصاد الوطني وكونه ضمانة لاستقلالية القرار الوطني والاقتصادي.
إعادة هيكلة القطاع العام الاقتصادي وتحديثه بما يسهم في بنائه على أسس قوية وزيادة مساهمته في عملية التنمية وخاصة لمرحلة إعادة الإعمار يتطلب توافر بنية صلبة قادرة على تطوير هذا القطاع بما يتناسب والظروف الحالية والمستقبلية للاقتصاد السوري.
نحن اليوم أمام تحد حقيقي خاصة بعد فرض قانون سيزر يتطلب منا الإسراع بإصلاح القطاع العام الصناعي فالمرحلة تقتضي دعمه وتطويره لاعتبار وطني.
فلا يمكن مقاربة إصلاح القطاع العام الصناعي إلا من خلال تحديد قائمة الاحتياجات فيه ولا يمكن فعل ذلك ما لم نتعرف إلى الرؤية والأهداف والاستراتيجية، وهذه الثلاثية ستقودنا إلى الحديث عن ركائز الإصلاح الأربع وهي العزيمة والإدارة ونواظم قانونية والتمويل.
وبعد تحديد قائمة الاحتياجات يتم تصميم برامج لتطوير القطاع الصناعي ووضع تطبيقات صناعية تتمتع بثنائية التنافسية والتنمية المستدامة، بمعنى لا يمكن الاقتراب من الإصلاح بدون برامج تقودنا إلى تجاوز جميع المشكلات التي عانتها صناعة القطاع العام طوال السنوات القليلة الماضية، فعلى سبيل المثال أول الإصلاح يبدأ بجدولة الأولويات التي تعتمد على الجدوى والتأثير الاقتصادي وعلى شدة الطلب المحلي ثانياً والقيمة المضافة والسوق المحلي والتصديري الجاذب ثالثاً ورابعاً.
ولا يمكن تنفيذ الخطوة الأولى ما لم نتوسع في قواعد جذب الاستثمارات المحلية، وتطوير الخبرات المحلية والاستفادة من تجارب بعض الدول المشابهة لاقتصادنا، وهذا كله يأتي ضمن سياقات إصلاح اقتصادي شامل منتظر.
ميساء العلي

 

التاريخ: الأربعاء 25 – 12-2019
رقم العدد : 17154

 

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة