صيغة أستانا واتفاق سوتشي

 

 

 

 

تَملص اللص أردوغان مرّات ومرّات مما تَعهد الالتزام به، ووقّع عليه، ثُنائياً في سوتشي مع روسيا، ومع الدول الضامنة في أستانا! وفي كل مرّة يَرُّد فيها الجيش العربي السوري على اعتداءات التنظيمات الإرهابية باستهداف مَقراتها والتقدم باتجاه دحرها عن المناطق التي تحتلها وتتخذ أبناءها رهينة وتستخدمهم دروعاً بشرية، كان اللص يَستجدي وقف إطلاق النار لحماية المرتزقة مُتعهداً بتنفيذ ما يترتب على نظامه كطرف ضامن، سُرعان ما يَتنصل مما تعهد به، بل سُرعان ما يأتي بما يتناقض مع تعهداته ومع نصوص الاتفاق والتفاهمات!.
لم يَلتزم حتى الآن نظام اللص أردوغان بحرف من اتفاق سوتشي أو من صيغة أستانا، شأنُه في ذلك شأن إدارة باراك أوباما التي ماطلت لمدة تزيد عن السنة من دون أن تُسجل أي حركة باتجاه ما دُعي آنذاك (الفصلُ بين الإرهابيين والمعارضة) كبدعة جديدة ذهبت إلى فرز الإرهاب بين إرهاب جيد وآخر رديء؟!.
يُعتقد أن اللعبة التي مارسها أوباما في السابق، ويُمارسها اللص أردوغان اليوم، قد انتهت، أو آن أوان إعلان انتهائها بالانتقال إلى مرحلة الفَرضِ بالقوة لكل الاستحقاقات التي عَطلها أوباما واللص أردوغان، ذلك أن الفُرص التي مُنحت وأُهدرت باتت غير قابلة للتمديد أو التجديد، فيما بدا واضحاً أن للمُماطلة والتسويف والتهرب والتملص غايات شريرة عدوانية تنطوي على رهانات قذرة لم يَتوقف عنها النظام التركي ولا الأميركي.
ما يَجري حالياً في ريف محافظة إدلب الجنوبي والجنوبي الشرقي من جرجناز إلى تُخوم المعرة هو أعمق من رسالة، بل هو مَسار جدي سيَستمر في ظل ممارسات النظام التركي والمُرتزقة، وخاصة أن أردوغان لم يَفهم الرسائل السابقة المُتكررة منذ بدأت عمليات تحرير الريف الشمالي لمدينة حماة وصولاً إلى مورك وخان شيخون.
تبدو كل الاستجداءات الجديدة لاستنقاذ المُرتزقة الإرهابيين خارج السياق ولا مَحل لها، وحتى لو جَرى الاستثناء في أحد المحاور تَهدئةً، فإلى حين، لن يُترك مَفتوحاً على الوقت أو على احتمالات المُماطلة والتهرب، وخصوصاً أن المَطلوب من النظام الأردوغاني بات يَتجاوز أمر الوفاء بالالتزامات الواجب تنفيذها، وإلا فإنه سيُواجه تحديات أكبر من مَقاسه، وحجم أوهامه.
يُعتقد أن الوقت المُتاح لنظام اللصوصية الأردوغانية لتنفيذ ما نصت عليه صيغة أستانا وتفاهماتها إضافة لبنود ونصوص اتفاق سوتشي، إن لم يكن قد انتهى واستُنفد، فقد بات ضيقاً جداً بما لا يُقبل أيّ حديث لتمديده.
علي نصر الله
التاريخ: الخميس 26 – 12-2019
رقم العدد : 17155

 

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية