ثورة أون لاين – أحمد حمادة:
أحد أهم الأهداف الإستراتيجية الاستعمارية التي يسعى لتحقيقها رئيس النظام التركي أردوغان هذه الأيام، إضافة إلى سرقة النفط والثروات والأرض، هو ترحيل المواطنين السوريين من الجزيرة وإحلال التنظيمات الإرهابية الموالية له تحت ستار إنساني وشعارات إنسانية براقة عنوانها إعادة اللاجئين السوريين إلى بلدهم.
فمن يريد إعادة اللاجئين إلى بلدهم يسهل لهم العودة إلى قراهم ومدنهم التي خرجوا منها بفعل الإرهاب، وليس بما يخطط له من تغيير ديموغرافي يخدم أجنداته، في منطقة محددة هي الجزيرة السورية.
المفارقة الساخرة هنا أن أردوغان بدأ باستغلال المنابر الدولية للترويج لأجنداته القائمة على الاحتلال كما حصل مؤخراً أمام المنتدى العالمي للاجئين في جنيف حين حاول استخدام قضية عودة اللاجئين السوريين ذريعة للترحيل الجماعي والقسري للمدنيين في شمال شرق سورية وإحلال آخرين مكانهم، والنفخ بما أسماه المنطقة الآمنة لتحقيق أحلامه الواهمة تلك.
والأكثر من مفارقة ساخرة أن رئيس النظام التركي طالب أيضاً بشرعنة سرقته الموارد النفطية السورية كي يستخدمها لتمويل خططه القائمة على الاحتلال والعدوان وانتهاك القانون الدولي.
عناوين أردوغان الإنسانية البراقة كمحاربة الإرهاب ومساعدة اللاجئين وحماية حقوق الإنسان لم تعد تنطلي على أحد، لأنه أول من ينتهك هذه الحقوق ويسرق النفط ويدعم داعش المتطرف، لكن السؤال الهام هنا هو: أين هي الأمم المتحدة والمفوضية العليا للاجئين من هذه الخطط المخالفة للقانون الدولي؟
بالتأكيد ستبقى هذه المنظمات نائمة مادامت قراراتها بيد أميركا، لكن أردوغان ومن خلفه لم يدركوا بعد أن مخططاتهم ستذهب أدراج الرياح لأن إرادة الحق هي الأقوى، ولأن السوريين سيبذلون الغالي والنفيس للدفاع عن سيادة أرضهم ووحدتها، ومهما بلغت التضحيات سيحققون إرادتهم.