أكثـــر مــــن الغمـــوض وأقـــل مــن المعرفــــــة..

سؤال يتبادر إلى أذهان الكثيرين .. هل نجيد قراءة أفكار الآخرين ! ربّما يكون السلوك مرآة للعقل والروح من الناحية النظرية ، إذ يُمثّل مفتاحاً للتواصل بين الناس وبناء القناعات والتصورات عنهم ، لكن ذلك الأمر يبقى نسبياً بشكل عام ، فالوضوح عادة غير دائمة وربما موسمية في كثير من الحالات .
ليست أفكار البشر سوى مكوّن غير متاح للتجربة أو التعرّف عليه بطريقة واضحة ، وبالتالي استنتاج تفاصيلها لن يكون سهلاً ما لم تكن مصحوبة بالتصرفات ، فيما تبدو سلوكيات الكثيرين غير مُنسجمة مع حقيقة مايدور في أعماقهم.
يختار البعض أن يتوارى خلف مقولات ونظريات وأحاديث خارجة عن قناعاته ، ولا تعكس شعوره وموقفه من المحيطين به ، إما لإخفاء حقيقة مشاعره أو لأن لديه أمراً يريد الاحتفاظ به دون معرفة الآخرين.
البعض يقولون من حقّهم عدم البوح بما في صدورهم وإنهم غير مضطرين للتصريح عن موقفهم من الأشخاص والأشياء أمام الكثيرين ، وتحت تلك المظلة من المبررات تنمو وتتكاثر السلوكيات الغريبة، والتي يصعب معها معرفة أو قراءة أفكار هؤلاء.
المسألة الأساسية هي أن الناس ليسوا مُجبرين على محاولة قراءة الأفكار والتحقق من خبايا النفوس ،فالأصل في الأشياء هو الوضوح ، إلا عندما يتعلّق الأمر بالخصوصيات التي لاترتبط بالآخرين ولا تُسبب لهم نفعاً أو ضرراً.
وثمّة أشخاص يمتلكون مفاتيح الفراسة والتنبؤ بطبيعة الذين يتعاملون معهم ، وهم في حقيقة الأمر يتوقّعون ويستنتجون ويحاولون ربط بعض التصرفات بخلفيات ترتبط بالأفكار ، وهي مهمّة صعبة في ظلِّ تبدُّل الطباع والمصالح والمواقف حسب الظروف ، فالأفكار تبقى مُلكاً حصرياً لأصحابها ، ويتطلّب الوصول إليها مزيداً من الوضوح الاجتماعي.
ستبقى مسافات تفصل بين العقل والسلوك ، وبين المشاعر والتصرفات ، مادام لدى البعض سبباً لإخفاء ما بداخلهم ، أو الظهور على غير حقيقتهم ، وهو حقٌّ لهم في كُلِّ الأحوال..
نيفين عيسى

التاريخ: الأربعاء 1- 1 -2020
رقم العدد : 17159

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا