ليس بالضرورة أن تكون البدايات مؤشراً على ماهية العمل الرياضي وسيرورته, فقد تكون البداية قوية ومبشرة ثم يخبو كل شيء بعد المرور بمرحلة الفتور, وقد يكون العكس أيضاً, فتنطلق رياضتنا بشكل متعثر ثم تستعيد توازنها وتتابع مشوارها بثقة واتزان, بيد أنها لا تلامس أدنى درجات الطموح ,في كلتا الحالتين, لأنها مازالت رهينة الرؤى القاصرة التي تبقيها دائرة في فلك انجاز المسابقات المحلية وبعض المشاركات الخارجية الخجولة, وتُخرجها من سباق التحدي الأكبر مع الوقت من جهة ومع التطور والارتقاء من جهة ثانية.
تبرز أهمية النهوض النوعي في الرياضة أكثر من جوانب الحياة الأخرى, لجملة من الأسباب أبرزها التطور المتسارع الذي يشهده هذا العالم مستفيداً من الشغف والجماهيرية والتحول نحو زج الرياضة في حسابات السوق والمال والأعمال, باستخدام أحدث ماتوصلت إليه ثورة المعلومات والتقنيات الرقمية, إذ لم تعد الألعاب الرياضية مجرد نشاط جسماني ولعبة أرقام, وإنما ساحة للتنافس على الألقاب والبطولات وحصد الميداليات البراقة داخل الملاعب والصالات , وأشياء أخرى كثيرة ومتنوعة خارجها.
ليس هناك متسع لرياضة أكبر أهدافها وأعظم غاياتها انجاز المسابقات أو البحث عن بطولة المشاركة فيها مجانية, أو السعي الحثيث لمعسكرات خارجية لا تكلف كثيراً من المال,فمازالت المشاركات والبطولات والدورات العالمية والدولية والقارية والإقليمية المعيار والميزان والغاية القصوى والهدف الاستراتيجي, فإذا كانت رياضتنا جادة في اللحاق بالركب وتسجيل اسمها على الخارطة الكبيرة فعليها التوجه إلى النوعية والماهية والعمل على تطويرهما واعتبارهما رافعة لطموحاتها وتطلعاتها الأخرى, مع بداية دورة عاشرة وعام جديد.
مازن أبو شملة
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162