تجاوزت وزارة التربية الكثير من الصعوبات و التحديات التي واجهت العملية التربوية والتعليمية لاسيما في السنوات التسع الأخيرة التي أرخت بظلالها المقيتة على جميع المستويات حيث عملت على اتخاذ العديد من الإجراءات والقرارات وتنفيذ المشاريع التعليمية بالتعاون مع منظمات دولية وأممية وجمعيات أهلية لتعويض الفاقد التعليمي للطلاب الذين انقطعوا عن التعليم بسبب الظروف الراهنة ،حيث تم تطبيق بعض مناهج التعليم البديل والذي يهدف إلى توفير التعليم لجميع الأطفال المتسربين والمنقطعين عن التعليم والحرص على استمرارية العملية التعليمية .
عن أهمية البرامج البديلة المطبقة في سورية والجهات الداعمة تشير الهام محمد رئيس دائرة البحوث «تربية دمشق « ان بدائل التعليم لم تكن فكرة جديدة وإنما كانت مطروحة وموجودة لدى العديد من الأشخاص وأولياء الأمور والباحثين حيث ساهمت رغبة العديد من الأفراد في تحسين معارفهم ومهاراتهم في تزايد الطلب على بدائل التعليم الرسمي ، لاسيما وأن التطور السريع للتكنولوجيا والمعلومات ودخول الإنترنت كل ذلك أدى إلى تطورات مذهلة ،لذلك لم تكن هذه البدائل بحكم المفاجأة على الكثيرين .وبالتالي فإن أهم ميزات هذه البدائل برأي محمد انها تستند إلى المناهج التربوية والمعايير الوطنية المعتمدة في سورية ،ولم تكن أبدا خارج نطاق وزارة التربية فهي مرنة تتيح للمتعلم العودة إلى التعليم النظامي.وتراعي جميع الحالات التي تشمل جميع المناطق الجغرافية على امتداد مساحة الوطن.
كما تحظى هذه البدائل أيضا بقبول مجتمعي كونها تعتمد على نظام تقويم مواز لنظام التقويم في التعليم النظامي ، إضافة إلى تمكين المتعلم من التقدم لامتحانات الشهادات (التعليم الأساسي والثانوي العام)
وذكرت أن من أهم البرامج التي تم إعدادها وإنجازها من قبل الشركاء المنفذين بالتنسيق مع وزارة التربية ومديرياتها في المحافظات او ضمن المدارس المتفق عليها مع الوزارة والمديريات ايضا خارج اوقات الدوام الرسمي او العطل الرسمية والأسبوعية هو برنامج التعلم الذاتي وهو برنامج توعويّ مجتمعي موجه للأطفال خارج المدرسة ما يمّكنه من الاستمرار في التعلم داخل المنزل أو المراكز المجتمعية.
والبرنامج الثاني يتعلق بالصفوف التكميلية وهو مصمم للأطفال في المدارس والصفوف من الأول إلى الثامن والصف العاشر والحادي عشر الذين لم يجتازوا السنة الدراسية لإعطائهم فرصة إعادة الامتحان خلال الصيف بعد خضوعهم لدورة مكثفة مدتها شهران مع دروس تعويضية للالتحاق بالتعليم وهي دروس تتيح للطلاب تعلم ما فاتهم بسبب ظروف الحرب ما يدعم عودتهم الى التعليم الرسمي.
كما تقدم هذه الدروس للأطفال والشباب قبل إعادة تسجيلهم في المدرسة او تقدمهم للامتحانات العامة ، ودروس تقوية كبرنامج دعم يستهدف الأطفال الملتحقين بالمدارس الرسمية والمعرضين لخطر التسرب او التأخر دراسيا مقارنة بأقرانهم هذا ما يسمى بنادي الأطفال في المدارس العامة.
أما برنامج التعلم في حالات الطوارئ فيهدف إلى تقديم أنشطة صممت للأطفال في أوقات الأزمات وتزويدهم بمجموعة من المهارات والاستراتيجيات تساعدهم على التكيف مع بيئتهم الجديدة ، بناء صداقات، توفير الحماية الجسدية والنفسية والاجتماعية والمعرفية التي تحافظ على حياتهم وتنقذها.
وأوضحت محمد أهمية برنامج تعليم الطفولة المبكرة باعتباره تعليميا تربويا مجتمعيا للأطفال الصغار الذي يتم تنفيذه في المراكز المجتمعية، مساحات التعلم ضمن المجتمع او في المدارس ويوفر فرصة تعليمية في المناطق التي لا يوجد فيها رياض اطفال وتسمح في تحضير الأطفال للدخول إلى المدرسة.
وفيما يتعلق بالمنهاج المكثف (منهاج الفئة ب) أوضحت رئيس دائرة البحوث في تربية دمشق أن هذا النوع من البرامج غايته مساعدة بعض الطلاب لتعويض سنواتهم الدراسية التي لم يلتحقوا بها في التعلم المدرسي كي يتمكنوا من اللحاق بزملائهم، وقد اعدت مناهج هذه الفئة والخطة الدراسية من قبل وزارة التربية كمواد أساسية (عربي_ رياضيات_ فيزياء_ علوم_انكليزي _ كيمياء) حيث يستهدف المنهاج الأطفال المتسربين والاميّين والمنقطعين الذين تتراوح أعمارهم بين ثماني سنوات وخمس عشرة سنة إذ يقبل هؤلاء في شُعب خاصة ملحقة بمدارس نظامية للتعليم الأساسي وفق سويتهم التعليمية وضمن أربع مستويات حيث تم وضع معايير اختبار للمدارس التي تطبق مناهج التعليم السريع (الفئة ب).
غصون سليمان
التاريخ: الثلاثاء 7-1-2020
الرقم: 17162