الملحق الثقافي:
في الرابع من كانون الثاني 1960، توفي الكاتب الفرنسي ألبير كامو في حادث سير عن عمر ناهز الـ47 عاماً، مخلفاً وراءه إرثاً فكرياً ثميناً وصورة “الكاتب الأسطورة” الذي أثرى بأعماله المشهد الأدبي الفرنسي والعالمي. ودخل صاحب روايتي “الغريب” (1942) و”الطاعون” (1947) الشهيرتين، تاريخ الأدب والفكر من بابه الواسع في العام 1957 عندما أصبح الكاتب الثاني من جيل الشباب الذي يدون اسمه على لائحة جائزة نوبل للآداب. وبرحيله في ظروف مأسوية، يبقى ألبير كامو الكاتب الذي لم يعش طويلا مقارنة بأسماء المتألقين الآخرين في جائزة نوبل للآداب.
ولد ألبير كامو في ضاحية مدينة عنابة الجزائرية على الحدود الشرقية، وترعرع في حي “بلكور” الشعبي بالجزائر العاصمة في محيط اجتماعي متواضع. وقد أظهر في بداية مساره الدراسي مؤهلات ومواهب في مجال الآداب، الأمر الذي دفع بمدرسه لويس جرمان إلى تشجيعه على الاجتهاد ومواصلة مشواره الدراسي.
وفي مطلع الأربعينيات، استقر كامو بباريس حيث انطلق في كتابة ثلاثة أعمال فلسفية حول حياة الإنسان وأوضاعه في العالم الراهن. وفي العام 1943، انخرط الكاتب الواعد في صفوف المقاومة الفرنسية ضد النازية، وأخذ على عاتقه إدارة صحيفة “كومبا” التي كانت تنشر بسرية، وتميزت ضمن الصحف القليلة التي نددت باستعمال الولايات المتحدة للقنبلة النووية ضد اليابان في آب 1945.
وفي 1957، في أوج حرب الجزائر، توج ألبير كامو بجائزة نوبل للآداب، منتزعاً بذلك اعتراف العائلة الأدبية الدولية لمجمل أعماله. وقد سلطت روايات ومسرحيات ومقالات الكاتب الأضواء على المشاكل التي تؤثر على “ضمير الإنسان”.
أعماله الأدبية والفكرية ترجمت إلى 75 لغة في العالم تناولت مواضيع عدة مثل الموت والعدمية والثورة والمقاومة والحرية. فلسفته في الحياة والعمل كانت تعايش عصرها، وأهلته لنيل جائزة نوبل المرموقة، فكان ثاني أصغر من نالها من بين الأدباء.
التاريخ: الثلاثاء7-1-2020
رقم العدد : 981