غسان شمة
ما إن سمعت باسمه الفلكي حتى أخذتني الرعشة والرعدة من مجامع جسدي وروحي وقلت لنفسي: ها هو ضوء المستقبل سيطل علينا من بلورته السحرية نحن البشر الذين يتملكنا الخوف من أحداث المستقبل ومفاجآته المتلونة فعسى أن ينير لنا الرجل دربنا المغطى بضباب عاتم ويرشدنا، ولو قليلاً، إلى دروب مضاءة فنأخذ شيئاً من قبس توقعاته دليلاً…
تحت هذا العبء من المشاعر المتضاربة جلست متيبساً ومنتظراً أقواله بفارغ الصبر وعندما أطل علينا بسحره الغامض بدأت القلوب ترتعش وهو يرفع الستارة عن بصيرته المحملة بالعطايا الإخبارية التي تسحب الأحجبة السوداء عن بعض من قادم الأيام، لكن ما ضرب كل المعادلات والتوقعات دخوله حقل التحليل لواقع المواطن الاقتصادي والمعيشي، وراح يجود بالنصائح والتحليلات التي تتناغم مع (تسلملي تحليلاتك) وأكمل بنصيحة المواطن بالابتعاد عن تحويل دخله العرمرم إلى العملات الصعبة، وطالبه بمقاطعة المواد التي يرتفع سعرها، على مبدأ النصيحة بجمل، ونسي أو تناسى أن جمل المواطن وجيبه يمران في حالة من (التوازن) الذي يقوم به البهلوان على حبال الأسعار التي باتت أشبه بالحبال الشعرية المتقطعة ومن بقي فوقها قليل ممن يتوجه إليهم بنصائحه الثمينة، فضربت الفكرة على وتر عقلي المتوتر وقلت لم يتبق لنا سوى شد الأحزمة على جبهة الفلافل بعد أن هجرنا الكثير غيرها.. وقمت بإطفاء الرائي وأنا مأخوذ ببصيرة الرجل وحكمته التي جادت علينا بنصيحة من وزن الجمل الأعرج في بطاح جيوبنا التي تئن.. وبتنا (كسائلين أعرجين في المدينة) في مواجهة (النبوءة) العارية..؟ّ
التاريخ: الأربعاء 8-1-2020
الرقم: 17163