في نتائج الرد الإيراني..!

 

لعل أكثر ما يثير الاستهجان والاستغراب حيال الرد الإيراني الكبير على جريمة اغتيال الجنرال قاسم سليماني هو مستوى الأداء الهابط لبعض الإعلام العربي، إذ انصرف بعضهم كالببغاء لترديد تبريرات الرئيس الاميركي المأزوم بخصوص عدم تنفيذ تهديداته غير الأخلاقية تجاه إيران، كالجزم بعدم سقوط جنود أميركيين خلال استهداف القاعدتين الأميركيتين في العراق، في حين انصرف البعض الآخر لتضخيم حدث هامشي للنيل من سمعة إيران والضغط عليها وتحميلها مسؤولية الضحايا المدنيين الذين سقطوا على متن الطائرة الأوكرانية المنكوبة.
بداية كان الرد الإيراني على جريمة ترامب أكبر وأسرع من أن يتوقعه أي موال أو معجب بالغطرسة الأميركية، فقاعدة عين الأسد هي أهم قواعد الاحتلال الأميركي في العراق، وهي القاعدة التي يقصدها الرؤساء الأميركيون أثناء زيارتهم الخاطفة للعراق كونها الأكثر تحصينا وتسليحاً، وهذا يعني أنه لن يتجرأ أي رئيس أميركي بعد اليوم على زيارة العراق بنفس الطريقة اللصوصية، كما أنه لن يكون بمقدور أي عسكري أميركي أن يشعر بالأمان في العراق ولا في سورية، وخاصة بعد سقوط الهيبة الأميركية كاملة بصواريخ الرد المزلزل، والذي كان من نتائجه عزم الكونغرس على الحد من صلاحيات ترامب بخصوص الحرب على إيران، في الوقت الذي فوض كامل الشعب الإيراني وكذلك برلمانه السيد خامنئي بالانتقام من الأميركيين على جريمتهم النكراء.
فيما يخص الطائرة الأوكرانية المنكوبة عبرت القيادة الإيرانية عن مستوى عالٍ من الأخلاقية سواء عبر تحمّل مسؤولية إسقاط الطائرة بالخطأ والتعزية بالضحايا وفتح تحقيق لمعرفة ظروف الحادث ــ وهو ناجم عن خطأ بشري غير مقصود سببه التهديدات الأميركية لإيران ــ إذ إن احتمالية الخطأ واردة كثيراً في الحالة التي كانت تمر بها إيران في الأيام الماضية، أي المواجهة مع أكبر قوة شر وغطرسة وعدوان في تاريخ البشرية، وهي مواجهة تنطوي على الكثير من المجازفة والاحتمالات الخطيرة جداً.
إن قليلاً من التمعن فيما جرى ــ وهذا ما يصرح به مسؤولون أميركيون ويقوله الإعلام الأميركي ــ يحمّل ترامب وإدارته كامل المسؤولية عن كل ما جرى وصولاً إلى سقوط الطائرة بالخطأ، لأن جريمة اغتيال الشهيد سليماني قد عرضت أمن المنطقة والعالم كله للخطر..!

عبد الحليم سعود
التاريخ: الاثنين 13-1-2020
الرقم: 17167

آخر الأخبار
ريال مدريد يفتتح موسمه بفوز صعب  فرق الدفاع المدني تواصل عمليات إزالة الأنقاض في معرة النعمان محافظ إدلب يستقبل السفير الباكستاني لبحث سبل التعاون المشترك ويزوران مدينة سراقب رياض الصيرفي لـ"الثورة": الماكينة الحكومية بدأت بإصدار قراراتها الداعمة للصناعة "نسر حجري أثري" يرى النور بفضل يقظة أهالي منبج صلاح يُهيمن على جوائز الموسم في إنكلترا شفونتيك تستعيد وصافة التصنيف العالمي الأطفال المختفون في سوريا… ملف عدالة مؤجل ومسؤولية دولية ثقيلة مبنى سياحة دمشق معروض للاستثمار السياحي بطابع تراثي  "السياحة": تحديث قطاع الضيافة وإدخاله ضمن المعايير الدولية الرقمية  فلاشينغ ميدوز (2025).. شكل جديد ومواجهات قوية ستراسبورغ الفرنسي يكتب التاريخ اهتمام تركي كبير لتعزيز العلاقات مع سوريا في مختلف المجالات الساحل السوري.. السياحة في عين الاقتصاد والاستثمار مرحلة جامعية جديدة.. قرارات تلامس هموم الطلاب وتفتح أبواب العدالة تسهيلات للعبور إلى بلدهم.. "لا إذن مسبقاً" للسوريين المقيمين في تركيا مرسوم رئاسي يعفي الكهرباء من 21,5 بالمئة من الرسوم ..وزير المالية: خطوة نوعية لتعزيز تنافسية الصناعي... لقاء سوري ـ إسرائيلي في باريس.. اختبار أول لمسار علني جديد تركيب وصيانة مراكز تحويل كهربائية في القنيطرة زيارة وفد الكونغرس الأميركي إلى دمشق… تحول لافت في مقاربة واشنطن للملف السوري