الصفعة العالمية الأولى

 

 

 

لعل ما اعتبره مرشد الثورة الإسلامية السيد علي خامنئي عقب توجيه الضربة الصاروخية للقاعدتين الأميركيتين عين الأسد وأربيل كرد أولي على اغتيال الجنرال الشهيد قاسم سليماني ورفيقه أبو مهدي المهندس بأنها مجرد صفعة لأميركا ولأتباعها ، ما يعني أن المعركة التي تهدف إلى إزالة الوجود الأميركي في المنطقة مازالت مفتوحة إلى أن يتحقق الهدف، وما يعني أيضاً أن الضربات وفي مناطق التواجد الأميركي ستتلاحق ليس فقط كثأر للشهيدين الكبيرين، ولكن لتغيير قواعد الاشتباك بجرأة غير مسبوقة أدهشت العالم رغم ما يحاول الإعلام المأجور من تبسيطها والاستهانة بالقدرات الإيرانية، لدرجة أن بعض المرجفين يسوّقون بأن أميركا طلبت من إيران إعلامها بالضربة لإخلاء قاعدة عين الأسد وهي أبعد قاعدة عن الحدود الإيرانية، وهذا بحدّ ذاته يعتبر هزيمة لها، وإن تغيير المعادلات الإقليمية والدولية أصبح واقعاً لتحرير منطقة غرب آسيا من أي نفوذ أميركي أو أي نفوذ تابع لها يبقيها بالوكالة مثل بعض دول الاتحاد الأوروبي.
ويعني أيضاً وهن القوات الأميركية في سورية التي أصبحت أو ستصبح من دون دعم في حال انسحاب القوات الأميركية من العراق.
وإذا اعتبر أصحاب التابعية السياسية من الأعراب وبعض العراقيين أن الضربة الإيرانية للقاعدتين هي انتهاك للسيادة العراقية، فقد أعقبها في اليوم التالي هجوم صاروخي على السفارة الأميركية في بغداد من قوى عراقية رداً على اغتيال أبو مهدي المهندس الذي يعتبر بعد أن أصبح الحشد الشعبي رسمياً نائباً لقائد القوات المسلحة.
وما فعلته إيران التي تدرك أن أميركا لن تجرؤ على الرد لأنه سيكلفها أثماناً باهظة لوجود نحو 50 ألف جندي أميركي في المنطقة في مرمى استهداف محور المقاومة، ولهذا أعلن ترامب في مؤتمره الذي تأخر قسراً بأنه لن يرد، وسيعتبر أن الضربة التي حاول أن يصورها مع الإعلام الغربي والعرباني بأنها محدودة، ولم توقع أي خسائر بشرية، وكأنه يشكر إيران بوقاحة على تجنبها استهداف الأميركيين مع أنه يعلم أن نحو 200 أميركي تم نقلهم بوساطة 9 طائرات إلى مستشفيات الكيان الغاصب «إسرائيل» باعتراف مصادر إسرائيلية متابعة، ومن غير المنطقي أن تكون ضربة بهذا الحجم لم توقع خسائر في الأرواح، ولذلك أغلقت القواعد أمام أي عراقي حتى لو كان من التابعين لأميركا حتى يبقى الأمر طيَّ الكتمان.
ثلاثة أمور لافتة في التطورات حتى الآن، الأول هو إشارة ترامب أن لديه من النفط والغاز ما يكفي للاستغناء عن العراق، بينما كان في مناسبات سابقة يعلن بوقاحته المعهودة أنه سيأخذ النفط العراقي الذي يعتبر ثاني أكبر مخزون في العالم، والأمر الثاني دعوته الملغومة لإيران للتفاوض حول الملف النووي الذي تحررت منه وأصبح بإمكانها إنتاج قنبلة نووية خلال سنة.
أما الأمر الثالث فهو إلزامه بعض الدول الأوروبية وخصوصاً بريطانيا وألمانيا وفرنسا المهمات الأميركية، وأن عليها أن تقوم بواجباتها للحصول على نفطها، كما أنه دلالة على خروجه التدريجي من المنطقة.
إنَّ ما هو مؤكد أنّ الرد الإيراني هو مجرد بداية، وإن الضربات سوف تتوالى، وستكون أقسى إلى أن يتحقق الهدف، أي تحرير المنطقة نهائياً من الوجود الأميركي الذي لم يعد يطاق.
وإن غداً لناظره قريب.
د. عبد الحميد دشتي

التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020
رقم العدد : 17168

 

آخر الأخبار
بين واشنطن وموسكو وبكين.. دمشق ترسم سياسة خارجية متوازنة مشاعر الأمومة الفطرية والتعلق المرضي... أين الصواب؟ شباب اليوم.. طموح يصطدم بجدار الفرص المحدودة الصين تعلن استعدادها للمساهمة في إعادة إعمار سوريا الأوجاع المؤجلة.. حين يتحوّل الصبر إلى خطر "سوق الجمعة".. اقتصاد شعبي وسط الضجيج إدمان الإنترنت.. التحدي الرقمي للشباب كيف نتعامل معه؟ "صناعة حلب" تواصل استعداداتها لانطلاق "مهرجان التسوق" سوريا تبدأ موجة من الدبلوماسية القوية بعد سقوط الأسد استياء شعبي بعد رصد صورة لـ "المخلوع" داخل "تربية حلب" الانتخابات في سوريا.. الوزير الشيباني يطرح ملف الشرعية الشعبية إنتاجية زيت الزيتون بدرعا في أدنى مستوياتها.. وأسعاره تتجاوز المليون ليرة ارتفاع أسعار الألبسة الشتوية.. بين محدودية الدخل و"الهروب إلى البالة" لا زيادة على الغاز: "الطاقة" تؤكد وفرة المخزون واستقرار الأسعار بعد دخولهم المياه السورية بطريقة غير قانونية.. دمشق تسلّم 17 لبنانياً إلى بيروت الاحتلال الإسرائيلي يعتقل أربعة شبان سوريين بعد اقتحام القنيطرة 600 مربي ماشية في عندان وحريتان استفادوا من مشروع دعم الأعلاف حلب بين نار الغلاء وبارقة تخفيض المحروقات.. فهل تُلجم الأسعار ؟ الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب