فيضانات اللاذقية..

 

في كل مرة ومع بداية موسم الشتاء وعطاء السماء خيراتها من الأمطار، تتكشف حقائق ومعطيات، وتظهر مشكلات عديدة في البنى التحتية للخدمات، خاصة فيما يتعلق بتصريف المياه ومشاريع الصرف الصحي، والخلل الفاضح في طريقة إدارة هذه الخدمات وتنفيذها، والاهتمام بها، حيث مع أول هطل مطري يعاني معظم شوارع المدن والمحافظات عدم تصريف مياه الأمطار بالشكل المناسب، ويتسع الأمر ليصل إلى وقوع أضرار كبيرة جداً، سواء في المنازل أم الأراضي والطرقات، وقد لاحظنا هذا الواقع في أكثر من مدينة حتى في العاصمة نفسها!!
وما حصل مؤخراً في مدينة اللاذقية منذ أيام وتحديداً في الشاطئ الأزرق وانقطاع الطريق لعدة أيام، يترك أكثر من علامة استفهام، ويثير العديد من التساؤلات، ولاسيما أن المنطقة نفسها يحدث فيها هذا الأمر كل عام، ولا حلول ولا معالجة، علماً أن فيضانات هذا العام ازدادت وتوسعت، وازدادت أضرارها بشكل لافت، وصلت إلى مركز الغاز في المنطقة، حيث ألحقت به أضراراً كبيرة في ظل حاجة المحافظة لتأمين المادة للمواطنين الذين يعانون كما غيرهم في المحافطات الأخرى نقصاً كبيراً في المادة!!
الجهات المعنية وكالعادة وفي كل مرّة تطلق العنان لتصريحات مسؤوليها بأنها استنفرت وكلفت ووجهت و…و… جميع المديريات المعنية وآلياتها وأطقمها وأدواتها و…و… لمعالجة هذه المشكلات، وتبدأ بسرد المبررات والهروب من المسؤولية، وكأن الحق على الأمطار التي تتساقط بغزارة، من دون أن تكلف نفسها بإيجاد الحلول جذرياً، رغم أن الدولة توفر وترصد مئات ملايين الليرات وربما مليارات للبنى التحتية والخدمات المتعلقة بهذا الشأن، لكن من دون جدوى!! والغريب في الأمر والمدهش حقاً أن جميع هذه الجهات بدءاً من مؤسسة مياه الشرب والصرف الصحي وانتهاءً بمجلس المدينة مروراً بالإطفاء ومديرية الزراعة والموارد المائية وغيرها تعلن ليل نهار جاهزيتها واستعدادها لتلقي الشكاوى واتصالات المواطنين لمعالجتها، لكن ذلك بالكلام، وليس بالفعل، وخاصة في الريف، فمئات الشكاوى بل أكثر بكثير وصلتنا من المدينة والريف في الحفة والقرداحة وجبلة ومن طرطوس أيضاً، توضح للناس من خلالها حجم المعاناة وعدم الرد والاستجابة لهم وتركهم يعالجون الأمر بأنفسهم!!
إن مياه الأمطار التي هطلت مؤخراً في كل من اللاذقية وطرطوس وريفهما عكست تماماً واقعاً خدمياً سيئاً جداً وفشلاً ذريعاً للجهات المعنية، لا يقبل التأويل والتسويغ، وهذا الواقع ليس المرة الأولى ولن يكون الأخيرة، مادامت هذه الجهات لا تقوم بواجباتها الموكلة لها، فما حدث في اللاذقية من فيضانات وأضرار وقطع طرقات رئيسة وفرعية وغمر أحياء وعزل قرى وتركها لمصيرها في الحدّ الأدنى إهمال وعدم مسؤولية.
هزاع عساف

 

التاريخ: الثلاثاء 14- 1 -2020
رقم العدد : 17168

 

آخر الأخبار
الرئيس الشرع.. الاستثمار بوابة الإعمار واستقرار سوريا خيار ثابت المولدة تحرم أهالي "الصفلية " من المياه.. ووعود ! مسؤول العلاقات العامةلحملة "الوفاء لإدلب" يوضح لـ" الثورة" موعد الانطلاقة وأهدافها الرئيس الشرع : سوريا لا تقبل القسمة ولن نتنازل عن ذرة تراب واحدة الرئيس الشرع  يطرح رؤيةً لعهد جديد: سوريا في مرحلة مفصلية عنوانها بناء الدولة بأغلبية ساحقة.. الجمعية العامة تتبنى إعلاناً حول حل الدولتين توافق دولي في مجلس الأمن على دعم التعاون السوري – الدولي لإنهاء ملف الأسلحة الكيميائية اللجنة العليا للانتخابات: إغلاق باب الترشح وإعلان الأسماء الأولية قريباً الرئيس الشرع يستقبل الأدميرال تشارلز برادلي كوبر قائد القيادة المركزية الأمريكية دخول 31 شاحنة مساعدات إنسانية أردنية قطرية عبر مركز نصيب ترحيل القمامة والركام من شوارع طفس "التربية والتعليم": قبول شرطي للعائدين من الخارج وزيرة الشؤون الاجتماعية: مذكرة التفاهم مع الحبتور تستهدف ذوي الإعاقة وإصابات الحرب مهرجان «صنع في سوريا» في الزبداني… منصة لدعم المنتج المحلي وتخفيف الأعباء المعيشية خطوات صغيرة وأثر كبير.. أطفال المزة  ينشرون ثقافة النظافة محافظ حماة يفتتح "المضافة العربية" لتعزيز التواصل مع شيوخ القبائل   " التعاون الخليجي" يجدد إدانته للعدوان الإسرائيلي على الأراضي السورية  البرلمان الأوروبي يدين  منع "إسرائيل " المساعدات عن غزة ويدعو لفتح المعابر  تفاقم أزمة المواصلات في ريف القرداحة  منحة نفطية سعودية لسوريا… خطوة لتعزيز الاقتصاد والعلاقات الثنائية