في الحسابات الخاطئة

 

 

لم تترك الأمثال شيئاً إلا وقالته، لأنها خلاصة تجارب الآخرين، ونتاج مشاهداتهم، والمثلان القائلان: إذا لم تستحِ فافعل ما شئت، وفلان يقتل القتيل ويسير في جنازته، ينطبقان تماماً على رئيس النظام التركي الذي يستمر بتصريحاته الدالّة على سقوطه إلى الدرك الأسفل، وخاصة فيما يتعلق بدعمه للإرهابيين، وتغطيته للجرائم التي يرتكبونها بحق المدنيين الخارجين من مناطق انتشار عصاباته.
آخر تصريحات اللص أردوغان أمام الكتلة النيابية لحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، يرمي خلالها اتهاماته جزافاً من دون أي وازع أخلاقي، ويواصل تهديداته متجاهلاً أن تلك العصابات هي من ينتهك وقف إطلاق النار في مناطق خفض التصعيد، وعلى الممرات الإنسانية التي فتحت لخروج آمن للمدنيين، وهي التي تطلق قذائف حقدها عليهم بأوامر منه، غير مدرك أن تلك التهديدات سوف تنعكس على قواته أولاً، وعلى مرتزقته التي ستتلقى ضربات الجيش العربي السوري القوية والموجعة ثانياً، ولن يكون أي اعتداء أو عدوان يشنه على الأراضي السورية مجرد نزهة، بل ستقطع أيدي كل من تسوّل له نفسه هذا الفعل الآثم.
من السهل تنفيذ أي اتفاق توقعه الدول الشريكة بحل الأزمة في سورية، ومنها وقف إطلاق النار، ريثما يتم الانتقال للمراحل التالية، ومنها خروج التكفيريين بشكل نهائي، إلا أن تحريض أردوغان المتواصل لعصاباته، يفرغ تلك الاتفاقات من مضمونها، لظنه أن النتائج سوف تكون في كل مرة لمصلحته، ولاعتقاده الخاطئ أن دفع أولئك لمواصلة اعتداءاتهم، وإلصاق التهم بالحكومة السورية قد ينقذه من الإخفاقات التي حلت به، غير مدرك أن الجيش العربي السوري يلتزم في كل مرة بوقف إطلاق النار، لكن مع الاحتفاظ بحق الرد الحازم على خروقات المجموعات الإرهابية.
يتناسى الخادم والوكيل أردوغان أن أي وقف للنار سيكون مؤقتاً، ولاسيما أن إنهاء الوجود الإرهابي في إدلب وغيرها من المناطق السورية قرار سوري لا رجعة عنه، وبالتالي أي اتفاقات بهذا الخصوص أيضاً هي مؤقتة ليس إلا، ولهذا ستبقى تهديداته مجرد جعجعة بلا طحين، ولن تقدم أو تؤخر في مسار الخطط المرسومة والمعدة لمحاربة عصاباته والقضاء عليهم.
من سورية إلى ليبيا والبحر المتوسط وكل مناطق النفط والغاز والثروات، يوسع رئيس النظام التركي دائرة أطماعه، غير مدرك أن أوهامه الإمبريالية لن تتحقق، وسوف يسقط في شرّ أعماله، لأنه يضمر شيئاً ويتظاهر بعكسه.
حسين صقر
huss.202@hotmail.com
التاريخ: الخميس 16- 1 -2020
رقم العدد : 17170

 

آخر الأخبار
الأتارب تُجدّد حضورها في ذاكرة التحرير  الثالثة عشرة وزير الطوارئ يبحث مع وزير الخارجية البريطاني سبل مكافحة حرائق الغابات تحية لأبطال خطوط النار.. رجال الإطفاء يصنعون المعجزات في مواجهة حرائق اللاذقية غابات الساحل تحترق... نار تلتهم الشجر والحجر والدفاع المدني يبذل جهوداً كبيرة "نَفَس" تنطلق من تحت الرماد.. استجابة عاجلة لحرائق الساحل السوري أردوغان: وحدة سوريا أولوية لتركيا.. ورفع العقوبات يفتح أبواب التنمية والتعاون مفتي لبنان في دمشق.. انفتاح يؤسس لعلاقة جديدة بين بيروت ودمشق بريطانيا تُطلق مرحلة جديدة في العلاقات مع دمشق وتعلن عن دعم إنساني إضافي معلمو إدلب يحتجون و" التربية"  تطمئن وتؤكد استمرار صرف رواتبهم بالدولار دخل ونفقات الأسرة بمسح وطني شامل  حركة نشطة يشهدها مركز حدود نصيب زراعة الموز في طرطوس بين التحديات ومنافسة المستورد... فهل تستمر؟ النحاس لـ"الثورة": الهوية البصرية تعكس تطلعات السوريين برسم وطن الحرية  الجفاف والاحتلال الإسرائيلي يهددان الزراعة في جنوب سوريا أطفال مشردون ومدمنون وحوامل.. ظواهر صادمة في الشارع تهدّد أطفال سوريا صيانة عدد من آبار المياه بالقنيطرة  تركيا تشارك في إخماد حرائق ريف اللاذقية بطائرات وآليات   حفريات خطرة في مداخل سوق هال طفس  عون ينفي عبور مجموعات مسلّحة من سوريا ويؤكد التنسيق مع دمشق  طلاب التاسع يخوضون امتحان اللغة الفرنسية دون تعقيد أو غموض