أسس المعلم المتقاعد رضوان عيد بتأسيس مكتبة تضم آلاف الكتب في منزله جاعلا من مكتبته الخاصة مرجعا ثقافيا وعلميا للباحثين والمهتمين والعامة.. هذا المعلم رغم دخله المحدود استطاع أن يقتني كتبه ويضعها بمتناول كل من يقصد بيته في السويداء ليعكس حالة ثقافية واجتماعية وإنسانية راقية يحتذى بها..
عالمنا الإنساني أهم بكثير من المجتمع الاستهلاكي الذي فرضته الهيمنة الاقتصادية الجائرة والمتوحشة التي تهدر طاقات الشباب بربطها ببرامج الاستهلاك والمتعة الآنية بتقنيات حديثة وألعاب وبرامج عابرة للقارات والحدود.. وللأسف الشديد أصبحت الكتلة الاقتصادية همها الوحيد إغراق الشباب بمصاريف لاطائل منها سوى زيادة ربحها وتهميش الشباب ودفعهم إلى الكسل وإقصائهم عن كل مايدفعهم لتلقي العلم وتوسيع مداركهم ومعارفهم وإخماد قدراتهم وطاقاتهم الإبداعية والإنتاجية..
وكان رمز نضال الطبقات الفقيرة، عملاق الأدب مكسيم غوركي الذي تصادف ذكرى رحيله هذه الأيام، يرى أن الأدب والثقافة مبنية على النشاط الاقتصادي في نشأته ونموه وتطوره وأنه يؤثر في المجتمع بقوته الخاصة لذلك ينبغي توظيفه في خدمة المجتمع.. لايمكن للمجتمع أن يتطور دون وجود مشاريع ثقافية ضخمة تتضافر فيها كل الجهود بدءا من رأس المال والاستثمار في الإنسان والثقافة على حد سواء، ورأس المال هنا ليست السلطة أو الحكومة وحدها معنية به، فمؤسسات المجتمع المدني والأهلي والمبادرات الخاصة والعامة معنية أيضا جنبا إلى جنب مع الجهات الحكومية نحو بناء مجتمع مثقف من كل استهلاك وحشي..
هناء الدويري
التاريخ: الجمعة 17-1-2020
الرقم: 17171