كرّس مشروع دعم سينما الشباب وجوده على الساحة، مرسخاً دعائم ثابتة مستمداً نسغ وجوده من هويته وطبيعته وخصوصيته، وتحويله ليكون أحد روافد الحراك السينمائي في سورية بشكل أو بآخر، مقدماً أفلاماً مبدعوها من الشباب السوري الذي يتلمس خطواته الأولى في إنجاز أفلام قصيرة، إنه الشباب العاشق للسينما والراغب في التعبير عن أفكاره ورؤاه ومخزونه الفكري وطموحاته وآماله وآلامه من خلال الكاميرا، وليشكل المشروع فرصة تُعطى للدماء الشابة التي لديها ما تقدمه وتعبر عنه من خلال الكاميرا.
المشروع الذي أطلقته المؤسسة العامة للسينما منذ عام (2012) حقق خلال المرحلة الماضية تراكمات أفرزت عدداً من المخرجين والشباب الذين استمروا وقدموا أفلاماً تحمل خصوصيتها، وبالتالي لم تكن حالة ثابتة وإنما متطورة مع الزمن، واتسعت التجربة لتشمل إقامة دبلوم علوم السينما وفنونها ليكون هو الآخر رافداً أكاديمياً يمنح الهاوي مفاتيح مهمة تساعده وتكون له العون في عالم الفن السابع.
واليوم في النسخة الثامنة منه تم إنجاز مجموعة جديدة من الأفلام القصيرة، التي جاءت متنوعة من حيث المضمون والشكل والأساليب السينمائية المتبعة، الأفلام هي: (أبناء الحياة) المخرجة شروق البني، (أول يوم) نص وإخراج لوتس مسعود، (30 يوم) سيناريو وإخراج أحمد الهريسي، (أترعتا) سيناريو وإخراج إرم ديوب، (أكثر ثبات ممكن) سيناريو وإخراج سندس سليمان، (أول رسمة) سيناريو واخراج محمد سليم الشيخ، (الرجل الصغير) سيناريو وإخراج تاتيانا أبو عسلي، (برسم البيع) سيناريو واخراج جميل جبران، (لولو) سيناريو غمار محمود وإخراج فؤاد العلي، (ماذا لو) سيناريو وإخراج منيب أربيل، (مذكرات أول رصاصة) نص وإخراج يوسف حيدر، (هارموني) سيناريو وإخراج ناهد مطر، (همزة وصل) سيناريو وإخراج بتول جديد، (نهاري خارجي) سيناريو وإخراج محمد حيدر، (الأجسام أقرب مما تبدو في المرآة) سيناريو وإخراج محمد علي، (فل آيس) سيناريو وإخراج سليم الصباغ، (يوم عادي جداً) سيناريو وإخراج أنس الزواهري، (آخر موقف) سيناريو وإخراج حيدر سليطين، (اليوم الأخير) سيناريو وإخراج شهيناز شريف، (حياة) سيناريو وإخراج هبة كليب، (واحد تحت الصفر) سيناريو وإخراج معاذ الباشا، (توه) سيناريو وإخراج عبير حسين، (فتحة عدسة) سيناريو وإخراج أسامة مرعي، (إذا..) سيناريو وإخراج رماح جوبان، (الغرفة رقم 5) سيناريو وإخراج سلاف مكي.
وفيما يلي نرصد عدداً منها، حيث يتناول فيلم (أبناء الحياة) أسباب هجرة الشباب وكيف يتحول السفر إلى هاجس، أما فيلم (30 يوم) فيدور حول نتائج الإهمال والقدرة التي يمتلكها على قتل القلب والروح والجسد خاصة ضمن إطار الحياة الزوجية، في حين يرصد فيلم (الرجل الصغير) حياة طفل تخلى عن أحلامه الصغيرة ليساعد عائلته في محنتها ما يجعل منه رجلاً صغيراً يحمل مسؤولية أهله. ويحكي فيلم (أول يوم) عن اليوم الأول من توقف سقوط قذائف الهاون على العاصمة السورية دمشق وكيف يتعامل سكان المدينة مع هذا الخبر، كما يثير فيلم (أول رسمة) سؤال هل الأمل ضرورة وهل الإصرار للوصول يؤدي إلى نتيجة وهل يمكن تحقيق الأحلام على أرض الواقع؟. ويحكي فيلم (برسم البيع) قصة شابة مريضة نفسية خسرت أخاها بجريمة قتل فتقرر الانتقام من القاتل لتثبت له أن الحياة ليست بالمال وحده، أما فيلم (لولو) فيتناول فكرة ترتبط بالحياة حيث تصادفنا الكثير من الأهوال والمصائب وتجعلنا نستسلم لليأس والإحباط لتأتي معجزة ما تعيدنا لفهم جوهر وجودنا وهو الخير والإنسانية.
فيلم (ماذا لو) سعى لطرح جدلية الخير والشر من خلال إلقاء الضوء على النفس البشرية بما تمتلك من مساحة رمادية واسعة، فكما لا يوجد إنسان خيّر بالمطلق كذلك لا يوجد إنسان شرير بالمطلق. في حين يعرض فيلم (مذكرات أول رصاصة) واقع الحياة في دمشق ويقسمها إلى ثلاث مراحل من وجهة نظر عماد الذي يسعى إلى إثبات وفاة والدته، وتدور أحداث فيلم (أترعتا) حول شاب يجد بين يديه لُقية أثرية في اليوم الذي يسبق سفره فكيف يمكن أن يتعامل مع الأمر وماذا يمكن لأرض جذوره أن تكشف له في ساعاته الأخيرة في البلد، ويتحدث فيلم (هارموني) عن عائلة تعاني من حالة الفقد وانعكاس ذلك عليها بين الحقيقة والوهم. ويطرح فيلم (أكثر ثبات ممكن) فكرة الصراع بين الظلمة والنور وبين العدالة والفساد ليأتي البحث عن خلاص الروح المجرحة بالألم، أما فيلم (همزة وصل) فيروي حكاية أربع إناث تختلف ظروفهن وخلفياتهن الاجتماعية وتتقاطع حياتهن في أماكن متقاربة جغرافياً خلال بضعة ساعات فيجدن أنفسهن أمام أحداث تغير من اتجاهاتهن لتكرس وجودهن في موقع الضحية.
التاريخ: الاثنين 20-1-2020
الرقم: 17172