آخر الأوراق

 بَهلوانية الحركات الأميركية الواهمة، وتلك البهلوانيات التي تُركز على محاولة اللعب والتلاعب بالمُفردات، بتصريحات وتصريحات عبثية، مُتناقضة، تَرقص على مَعاني الوهم ذاته، بتوقيت يُشير لانكشاف اللعبة ولاحتراق كل أوراقها، بتوقيتِ استحقاق الهزيمة ووجوب الإقرار بالفشل، بتوقيت يَقترب من إعلان انتهاء جميع الأشواط، والأوقات المُستقطعة حتى، هل هو الانفصال عن الواقع؟ أم هو الاستغراق بالحسابات الخاطئة؟
انفصالٌ عن الواقع واستغراقٌ بالحماقة هو، وربما هو رَميٌ لآخر الأوراق التالفة المُحترقة، بتوقيت الهزيمة واشتداد الأزمات والمآزق التي تُحاصر أميركا دونالد ترامب المُهدد بالعزل، الذي لا يعرف كيف يُلملم الأشلاء المُتشظية من مشروع هيمنة يَتلاشى، تَتَبدد أدواته، يَتفرق داعموه، ويَتنكر له صانعوه، فلا تَجد الدولة العميقة طريقاً لإنقاذه باحتضانه، وتَفتقر بذات الوقت لقرار التَّخلي عنه!
واشنطن كمَقر لإدارة تحالف الشر والعدوان – وباقي المُلحقات – تَلعب في هذه الأثناء آخر أوراقها، الإرهابُ الاقتصادي أولاً، الحربُ النفسية ثانياً، بالتوازي، بكامل الثقل، وبكَمٍّ كبيرٍ من الهُراء والوهم، ذلك من بعد ارتفاع الصوت المُقاوم، ومن بعد ناجز الأهداف الكُبرى المُتحققة بغير اتجاه، في الميدان، كما في السياسة.
إنّ إعادة إنتاج الإرهاب الداعشي ومُشتقاته، أمر مُحال، وإنّ الاجترار باعتماد مشروع إشاعة الفوضى والاستثمار فيها مُستحيل، وإنّ أمرَ العودة للمُربعات الأولى وهمٌ بوهم، وإنّ حماقة الذهاب باتجاهها سيُولد ما لا قُدرة لأصحابها على تَحمل تبعاتها، بل قد يُسرع المسارات بلوغاً للمآلات النهائية التي حددتها سيرورة التطورات والانتصارات السورية أولاً، ومسارات الأحداث على الجبهات والمحاور الأخرى ثانياً. محور المقاومة اليوم أقوى، أكثر مناعة وصلابة، والكلمة العليا له، لا لغيره.
الخروجُ الأميركي القسري من المنطقة، ليس هدفاً إنشائياً أو شعاراً يَتردد، هو سقف واقعي للإرادة القوية، للفعل العملاق المُؤثر، للكثير مما هو عَملي حقيقي يَرتبط عضوياً بالكثير مما تَجهله الإدارات المُتعاقبة بالولايات المتحدة، وبالكثير مما لا يَفهمه الأذلاء من تابعيها، تَرويه وقائع تاريخية سابقة، وتُحدث به حركة الأحرار على الأرض: لا مَكان هنا لمُحتل غاصب أميركي صهيوني غربي أو عثماني.
رميُ آخر أوراق العدوان كمُحاولة للالتفاف عملية حمقاء مَحكومة بالفشل، لا مجالَ للمُناورة، ولا آفاق مفتوحة إلا على حقيقة واحدة، تُؤكد أنّ الهيمنة الأميركية ستُصبح جزءاً من الماضي في هذه المنطقة، يَقيناً ستكون من الماضي السيئ، ويَقيناً – في لحظة التَّحقق – سيُبنى عليها الكثير في العالم، وسيَتأسس انطلاقاً منها لأَمر عظيم انتظرته الشعوب التي ستكون أكثر أمناً واستقراراً بلا أميركا.

الافتتاحية بقلم رئيس التحرير: علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 20-1-2020
الرقم: 17172

آخر الأخبار
"لأجل دمشق نتحاور".. المشاركون: الاستمرار بمصور "ايكو شار" يفقد دمشق حيويتها واستدامتها 10 أيام لتأهيل قوس باب شرقي في دمشق القديمة قبل الأعياد غياب البيانات يهدد مستقبل المشاريع الصغيرة في سورية للمرة الأولى.. الدين الحكومي الأمريكي يصل إلى مستوى قياسي جديد إعلام العدو: نتنياهو مسؤول عن إحباط اتفاقات تبادل الأسرى إطار جامع تكفله الإستراتيجية الوطنية لدعم وتنمية المشاريع "متناهية الصِغَر والصغيرة" طلبتنا العائدون من لبنان يناشدون التربية لحل مشكلتهم مع موقع الوزارة الإلكتروني عناوين الصحف العالمية 24/11/2024 رئاسة مجلس الوزراء توافق على عدد من توصيات اللجنة الاقتصادية لمشاريع بعدد من ‏القطاعات الوزير صباغ يلتقي بيدرسون مؤسسات التمويل الأصغر في دائرة الضوء ومقترح لإحداث صندوق وطني لتمويلها في مناقشة قانون حماية المستهلك.. "تجارة حلب": عقوبة السجن غير مقبولة في المخالفات الخفيفة في خامس جلسات "لأجل دمشق نتحاور".. محافظ دمشق: لولا قصور مخطط "ايكوشار" لما ظهرت ١٩ منطقة مخالفات الرئيس الأسد يتقبل أوراق اعتماد سفير جنوب إفريقيا لدى سورية السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها