مع أن زيارتنا إلى حديقة متحف الدفاع المقدس، في طهران، جاءت في منتصف جولتنا السياحية، إلا أن الإنهاك كان قد نال منا، ولم نتوقع أن نكمل تجوالنا حتى النهاية، دون أن نتذكر أن أرجلنا لم تعد تقوى على حملنا!
حين كان المترجم، الشغوف بعمله حتى الثمالة، علي محمد حسين، يدور معنا في جنبات المتحف وتفرعاته، كنّا نحن وفد الاعلاميات السوريات، بدأنا نشعر حينها أن جولتنا أخذت بعدا تاريخيا، او تعريفيا..
عودة تاريخية، تجذب روحك في رحلة تشعر معها بكل تفصيل تعلق بأبطال مقاومين دفعوا حياتهم لصون تراب بلادهم.. تراب جسدته احدى صور المتحف بطريقة لافتة حين مزجت بين الذهب والاحجار الكريمة التي تتمتع بها ايران، لنخلص بعد مرورنا السريع على تلك اللوحة، أن لا شيء يعادل ذرة تراب من ارض المقاومين.
وانت تخرج من المتحف تجر قدميك، تتمنى لو انك تعود اليه، لتفهم كل تفصيل، لتتعمق بدلالة كل رمز، ولتفهم كيف تحول الاحداث الانسان الى مقاوم شرس، لاشيء قادر على كسر صلابته، او هزيمة روحه.. بينما نغادر باب المتحف، الليل منتشي، وهو يحل على طهران.. ليل بارد، لكن ارواحنا دافئة، واذهاننا متجددة.. تطرح في سرها الف سؤال، ونتابع سيرنا، موقنين أننا قريبا سنعثر على اجابات خاصة بنا..!
حين كنا نمر عبر الخنادق التي تجسد رمزية ارض المعركة، وبينما يخفت النور، ويهتز بنا الجسر المتحرك، ينفجر لغم، انتابنا الخوف للحظات، سرعان ماشعرنا بتجدد ارواحنا، وانعتاق أذهاننا، وكأننا خضنا المعركة، وخرجنا منتصرين..
سعاد زاهر
soadzz@yahoo.com
التاريخ: الثلاثاء 21 – 1 – 2020
رقم العدد : 17173