مواجهات بين القوى الأمنية ومتظاهرين حاولوا القيام بأعمال تخريب وسط بيروت..الحكومة الجديدة تعقد أولى جلساتها.. وعون يدعوها لكسب ثقة اللبنانيين
دعا الرئيس اللبناني العماد ميشال عون الحكومة الجديدة إلى تكثيف الجهود وكسب ثقة الشعب من خلال معالجة الأوضاع الاقتصادية المتردية في البلاد.
وقال عون في مستهل الجلسة الأولى للحكومة أمس: مهمتكم دقيقة وعليكم اكتساب ثقة اللبنانيين والعمل على تحقيق الأهداف التي يتطلعون إليها سواء بالنسبة إلى المطالب الحياتية التي تحتاج إلى تحقيق أو الأوضاع الاقتصادية التي تردت نتيجة تراكمها على مدى سنوات طويلة.
وشدد عون على ضرورة استعادة ثقة المجتمع الدولي بالمؤسسات اللبنانية والعمل على طمأنة اللبنانيين إلى مستقبلهم، وقال: سبق أن أعددنا خطة اقتصادية وإصلاحات مالية سيقع على عاتق الحكومة تطبيقها أو تعديلها عند الضرورة.
من جهته قال رئيس الحكومة اللبنانية الجديدة حسان دياب إن الحكومة ليست حكومة فئة أو فريق بل حكومة كل لبنان واللبنانيين، مشددا على ضرورة تأمين الاستقرار وركائزه من خلال استعادة ثقة اللبنانيين بالدولة.
ودعا دياب لدعم الجيش اللبناني والقوى الأمنية عبر تأمين المظلة السياسية التي تمنحهم الحصانة في التعامل بحكمة مع التحديات والتمييز بين الاحتجاج والشغب.
بدوره دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الحكومة الجديدة إلى العمل على إيجاد حلول اقتصادية ومالية وتحقيق الاستقرار الحياتي والمؤسساتي عبر برنامج من الإصلاحات والإنجازات.
وقال بري خلال اجتماع نيابي أمس إن الحكومة بما تمتلك من كفاءات قادرة على صياغة برامج يمكن أن تشكل حجر الزاوية للخروج من الأزمة الراهنة شرط الإثبات أنها حكومة كل اللبنانيين، مشيراً إلى أن المسؤولية الوطنية تقتضي التعاطي بثقة وإيجابية مع الحكومة والترفع عن السلبيات.
وأكد بري أن مجلس النواب ستكون عيونه مفتوحة للرقابة والمحاسبة في حال التقصير من قبل الحكومة، لافتاً إلى أن أولوية عمل المجلس هي باتجاه إقرار كل القوانين الإصلاحية التي كانت على جدول أعمال الجلسة العامة وفي مقدمتها قوانين مكافحة الفساد واسترداد الأموال المنهوبة وقانون الانتخابات النيابية.
الى ذلك شهد وسط بيروت أمس مواجهات بين متظاهرين حاولوا القيام بأعمال تخريب ورمي الحجارة باتجاه القوى الأمنية التي تمكنت من إبعاد عناصر الشغب.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن المواجهات تصاعدت بين متظاهرين قاموا بإلقاء المفرقعات النارية وتحطيم اشارات المرور لاستخدامها في الهجوم على عناصر الجيش فيما رد عناصر مكافحة الشغب بإطلاق القنابل المسيلة للدموع والقنابل الدخانية وتم توقيف عدد من مثيري الشغب.
وأفادت الوكالة بأن المتظاهرين تراجعوا من أمام جامع العمري وأسواق بيروت بعد تقدم قوة كبيرة من الجيش اللبناني وقوى مكافحة الشغب باتجاههم وتكرار طلب قوى الامن الداخلي من المتظاهرين وقف الاعتداءات على العناصر وعدم الاقتراب من السياج الشائك حفاظا على سلامتهم.
وأضافت الوكالة أن أحد مثيري الشغب الذي تم ايقافه عثر بحوزته على 4 عبوات تحتوي على مادة البنزين وقنابل مولتوف كان ينوي استخدامها وسط بيروت كما كان قد قام برمي مادة البنزين على مبنى مصرف لبنان في شارع الحمرا وسط بيروت وتكسير واجهة أحد المصارف.
وأشارت الوكالة إلى اعلان الصليب الاحمر اللبناني نقل 6 جرحى من وسط بيروت إلى المستشفىات واسعاف 15 مصابا ميدانيا لافتة إلى أن محتجين قطعوا الطريق المؤدي من الجنوب باتجاه بيروت عند مفرق برجا كما قطعوا طريق تعلبايا مستديرة زحلة واوتوستراد المنية في طرابلس.
وتتواصل الاشتباكات والمواجهات بين قوى الامن اللبناني والمحتجين الذين يرشقون بالحجارة قوة مكافحة الشغب وهي تتقدم من جهة أسواق بيروت باتجاه مدخل مجلس النواب قرب المسجد العمري.
وكانت الاحتجاجات والمظاهرات قد تواصلت في بيروت وبعض المناطق اللبنانية للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين.
وقالت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام إن عددا من المحتجين قطعوا صباح أمس الطريق الدولية في منطقة عاليه بالإطارات المشتعلة فيما فتح الجيش المسلك الغربي لأوتوستراد البوار بعدما أقفله محتجون ليلا بالإطارات المشتعلة.
كما عمل الجيش اللبناني على فتح طريق أوتوستراد الناعمة والدامور بالاتجاهين الواصل نحو الجنوب والذي قطعه محتجون منذ ليل أمس الأول إضافة إلى قطعهم طريق الجية مفرق برجا.
وتنتشر آليات عسكرية إلى جانب المسلك فيما تشهد الطريق البحرية الممتدة من العقيبة إلى الصفرا زحمة سير خانقة.
وفي طرابلس حطم محتجون واجهة أحد المصارف ليل أمس الأول ودخلوا إليه وعبثوا بمحتوياته كما قطعوا الطريق العام في المدينة.
وجابت مسيرات شعبية شوارع طرابلس ونفذ محتجون اعتصاما أمام دارة وزير الاتصالات الجديد طلال حواط كما قطع متظاهرون طرقا فرعية ورئيسية عدة بالإطارات المشتعلة.
وفي حاصبيا أقدم عدد من الطلاب على قطع طريق حاصبيا عين فنيا عند مفترق الثانوية بالحجارة وطريق حاصبيا ميمس عند وادي ميمس بالسيارات.
وشهدت مدينة صيدا جنوبا تحركات احتجاجية حيث تم قطع عدد من الطرق بالإطارات المشتعلة ومستوعبات النفايات وتجمع ليلا العشرات من المحتجين في ساحة إيليا ما أدى إلى قطع طريق التقاطع.
كما تظاهر عدد من اللبنانيين في محيط مجلس النواب وسط بيروت وحاولوا إزالة تحصينات أمام مدخل المجلس وقاموا برمي حجارة ومفرقعات نارية باتجاه قوى مكافحة الشغب.
وذكرت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام أن عدداً من المحتجين على تشكيل الحكومة الجديدة أزالوا أجزاء من الأسلاك الشائكة من أمام مدخل مجلس النواب وعمدوا إلى تسلق البوابة الحديدية المؤدية إلى مدخله بينما تجمع عدد منهم في الأزقة الداخلية المحيطة بمجلس النواب وحاولوا الدخول إلى ساحة النجمة بينما قامت قوات مكافحة الشغب بإبعادهم باستخدام خراطيم المياه واطلاق قنابل مسيلة للدموع.
وشهد المكان زحمة سير خانقة وانتشارا كثيفا لعناصر قوى الأمن الداخلي التي عملت على ضبط الوضع.
وفي ضهر البيدر حاول محتجون على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة قطع الطريق قرب حاجز قوى الأمن الداخلي بينما استمر قطع طريق حاصبيا عين فنيا بالحجارة وطريق حاصبيا ميمس عند وادي ميمس بالسيارات.
وكان عشرات المحتجين اللبنانيين تجمعوا مساء أمس الأول أمام مجلس النواب اللبناني وسط العاصمة اللبنانية بيروت بعد الإعلان عن تشكيل الحكومة الجديدة برئاسة حسان دياب.
ويشهد لبنان منذ الـ 17 من تشرين الأول الماضي اعتصامات للمطالبة بتحسين الوضع المعيشي ومحاسبة الفاسدين.
وكالات-الثورة:
التاريخ: الخميس23-1-2020
الرقم: 17175