على افتراض أن الحياة لعبة.. ونحن لسنا سوى مشاركين فيها، يرى البعض: أن «الخدعة الكاملة هي حين يحصل كل مشترك على ما يريده في الحياة»..
ما يعني أن الحياة خدعة.. وعدم اكتمالها يعني عدم حصول أي منا على ما يريد..
لكن الحاصل هو عدم قدرتنا على ممارسة فن خداعها كاملاً..
نخدع.. نراوغ.. ونتحايل على مختلف أنواع جنونها.. دون أن نضمن تحصيلنا ما نبتغي منها.
في فيلم (الأخوين بلوم)، يمتلك «ستيفن، مارك رافالو» قناعة تتلخص بقوله: (لايوجد هناك شيء كالحياة غير المكتوبة. هناك فقط واحدة مكتوبة بشكل سيئ).. كأنه يبتغي القول إنّ لا وجود للحياة الجيدة.. وبالتالي لا مجال لمحاولة فهمها من أصله.. أو أن تلك الجيدة تنفلت من محاولات كتابتها.
ويبدو أن الفيلسوف إميل سيوران عبّر عن ذلك بقوله: «أربعون ألف سنة من لغة الإنسان، ولا يُمكنك أن تجد حرفاً واحداً يصف الشّعور الذي بداخلك تماماً»..
«الجيد» ينفلت من محاولة تثبيته عبر الكتابة وروايته كذلك، وفق رؤية الفيلم.. بينما لدى بعض الفلاسفة فإنه «عندما يخفق الكلام في حماية الوجود، تصبح الكتابة ضرورية»..
وإذا ما كانت الكتابة وسيلة لجعل الكلام حاضراً، فمن الممكن جداً أن يكون بالنسبة للمشتغلين بالفن، لاسيما السينما، أن يكون استخدام «الصورة» وسيلة ليس لحماية الوجود إنما لفتح المزيد من بوابات فهمه.
ربما يكون كل ما نحياه ليس أكثر من خدع ناقصة، يكتب لها الاكتمال في مكان آخر.. ووجود آخر..؟؟
وليس علينا سوى تصديق قناعة «سنعيش وكأننا نقص أفضل قصة على الإطلاق»..
lamisali25@yahoo.com
لميس علي
التاريخ: الخميس23-1-2020
الرقم: 17175